انتفاضـــــة آل أزيـــرج الفلاحيــــة علـــى الاقطـــــــاع
التاريخ: Sunday, September 28
الموضوع: بحوث ودراسات
خالد خلف داخل
مرت قبل أسابيع الذكرى السادسة والخمسون على انتفاضة عشيرة آل ازيرج على الاقطاع في محافظة ميسان عام 1952 في شهر آب من تلك السنة وقبيلة آل ازيرج من القبائل الكبيرة في جنوب العراق وهي من العشائر الزبيدية التي سكنت منذ القدم سكنوا عند نزولهم في محافظةميسان منطقة المجر الصغير بعد تركهم موطنهم الاصلي محافظة ذي قار .
حيث قدم ربيع بن محمود بن عبيه مع اخيه حريش وولده عطوان وبعض من افراد عمومته بايعاز من الوالي العثماني لحماية البواخر المقبلة من البصرة الى بغداد عبر نهر دجلة حتى اصبحت تلك المناطق الى ربيع واخيه وابنائهما يتعاقبونها جيل بعد جيل ليصبحوا عشيرة تحمل آل ازيرج العمارة ليعطوا لانفسهم اسما يختلف عن عشيرة آل ازيرج الناصرية بالرغم من صلة القربى بينهم وتنقسم هذه القبيلة الى اربعة عشائرهم ال ربيع والحريشاويين والبو عطوان والسواعد البتران التي تعد منهم وقد خاضوا عدة معارك مع العشائر المحيطة بهم من اجل الحفاظ على كيانهم وارضهم حتى استنجدوا بعشيرة بني لام حينما قام فالح الصيهود احد شيوخ البومحمد بسد نهر البتيرة عنهم فحشد شيخ بني لام غضبان البنية افراد عشيرته لمساندة ال ازيرج وكسر سد البتيرة ودفع فالح الصيهود الى قلعة صالح حتى اصبحت الاراضي المجر الصغير التي تسكنها الى ازيرج من افضل الاراضي الزراعية في محافظة ميسان وتوارث على مشيختهم شيوخ كانوا يتصرفون تجاههم تعرف الاب مع ابنه وكانوا حريصين على مصالح افراد العشيرة لحمايتهم من اعتداء العشائر الاخرى لكن المتغيرات والطمع افسد بعضهم وجردهم من كل عطف على ابناء عشيرتهم من الفلاحين وخاصة بعض القوانين التي اصدرتها الحكومات العراقية في ظل الحكم الملكي منها قانون اللزمة لسنة 1922 وقانون تسوية الاراضي الرقم 51 لسنة 1931 وقانون تحديد حقوق وواجبات الزراع لسنة 1933 وهذا القانون من اكثر القوانين استغلالا للفلاح واعتبار اراضي آل ازيرج من افضل الاراضي الزراعية سيحا ونتاجا فرضت الشيوخ عليهم ان يبيعوا محصولهم بما يقرروه على زراعهم ووضعوا الاسعار على الفلاحين اي كل دغار يشترى من الفلاح بخمسة دنانير والدغار يزيد عن الطن ثم يبيعه الشيخ باربعين دينار ثم يستقطع منهم بقية الخمسة دنانير باساليب ملتوية ليجعل الفلاح لا يملك شيئا عندما يستلم الفلاح الخمسة دنانير فعليه ان يستوفي للشيخ 2% باسم المامورية اي لتغطية ما ينفقه الشيخ على وكلائه ورجال حاشيته و 1% لتغطية ما ينفقه من نفقات المضيف والقهوة و 1% لتغطية نفقات الكتابة اي للرجل الذي يستخدمه كاتبا له و 1% سركله اي الحصة التي تفرز من مجموع المحصول كجزء من الاتاوات بدأ هذا التعامل به منذ سنة 1942 سارت الامور على هذا التعامل فترة لم يعكرها سوى احتجاجات وتمردات صغيرة لكن السلطان وجشع الشيوخ ينمو ويتعزز حتى نفذ صبر ال ازيرج حيث بدأت انتفاضتهم في اب عام 1952 لتعلن ثورتهم على الشيوخ عندما اقتنعت عشيرة البوعطوان ان تبيع محصولها للشيوخ وطردت حوشيه وسراكيلهم ثم تبعها الحريشاويين ثم السواعد البتران ليعلنوا ثورتهم ضد الشيوخ وهم يعلمون من يقف معهم بعد اتحاد هذه العشائر الثلاث بقيت ال ربيع بعيدة عن هذا التحالف فاراد احد الشيوخ ان يبعدهم فارسل اليهم من يبعدهم لاسقاط بدل الملاكية عنهم فاوفد شخصا منه يدعى هاشم معيجل فجمع ال ربيع عند صبار ال حافظ واخذ منه عهدا بان ال ربيع ستكون بعيدة عن هذا التحالف ولما علمت العشائر الثلاث البوعطوان والحريش والسواعد البتران بنية الشيخ لاستمالة ال ربيع نزلوا جميعهم على ال ربيع واخذوا يهوسون بالهوسات المعروفة في العمارة تبين خيانة صبار ال حافظ الذي اعتذر منهم بعد ان ضيفهم على كثرة عددهم وطرد مبعوث الشيخ لتصبح ال ازيرج كتلة واحدة لم يستطع الشيخ اخضاعهم بمفرده للتجمع الهائل والسيل الجارف وكلمات التحدي والتصميم على المقاومة واصبحت جميع الاراضي التي تسكنها ال ازيرج في المجر الصغير من ام كعيدة حتى ابو سبع بيد الثوار حتى اصبح الشيوخ لاقوة لهم ولا حول فالتجأوا الى متصرف العمار ليشكوا تمرد عشائرهم فنصحهم المتصرف بادي الامر بالنزول لطلباتهم خوف من انتشار الثورة الى بعض العشائر الاخرى ولما علمت ال ازيرج بذهاب الشيوخ للمتصرف نظموا وفدا لزيارة المتصرف وكان الوفد يضم بعض وجهاء ال ازيرج استقبلهم المتصرف استقبالا حسنا ثم خاطبهم بنبرة هادئة وصارمة معا لا يحق لكم الامتناع عن دفع حصص الشيوخ من المحاصيل الزراعية وليس من مصلحتكم ان تزعجوا شيوخكم وتصدموا بهم هؤلاء زعمائكم الحريصون على مصالحكم وهم يحمونكم من اعتداء العشائر الاخرى وفوق ذلك فانهم نواب في المجلس النيابي يمثلون مصالحكم هناك فرد عليه احد وجهاء الوفد ياسعادة المتصرف الارض كلها اميرية ونحن نخدم الحكومة وابناؤنا يخدمون بالجيش ولنا الحق على حكومتنا نحن نعرف انكم تقفون الى جانب الحق والعدالة فقال لهم المتصرف لو كان هناك مجال قانوني لمساعدتكم، فقال احدهم فلنذهب الى بغداد لنفهم الوزارة الحقيقة فقال لهم المتصرف خير لكم الا تذهبوا الى بغداد ولا تتخطوا المرجع الرسمي غادر الوفد الزيرجاوي مقر المتصرف بمعنوية متضعضعة ثم توجهوا الى بغداد.
أسباب انهيار الثورة
يذكر الحاج جلوب كريم غضبان احد المشاركين في الانتفاضة وأحد وجهاء ال ربيع الان فيقول (طلب السيد حاتم الشرع من المتصرف بناء مضيف له ليجمع ال ازيرج والشيوخ فتم بناء مضيف كبير بمنطقة الهدام وهي تحت سيطرة ال ازيرج استدعى السيد الشرع زعماء الثورة فوصل عشرون شخصا ينوبون عن العشيرة) فاستقبلهم السيد حاتم ونائب المتصرف وعند جلوسهم داخل المضيف ومجيء الشيخ ومن معه كان في استقباله فقط نائب المتصرف يذكر الحاج جلوب كريم فيقول لم يقم الى الشيخ احد من الجالسين مما اغاظه هذا الفعل اراد الشيخ ان يضع شروطه فقاطعه السيد حاتم قائلا بان ابناء عشيرتك لهم مطالب يجب الموافقة عليها وانتم ال ازيرج لشيوخكم مطالب يجب ان تنزلوا اليها لم يوافق الطرفان وكاد الاجتماع ان ينفض لولا تدخل نائب المتصرف فطلب من الجميع الحضور عند المتصرف لحل النزاع القائم فاجابه الجميع بالموافقة وعند وصولهم الى مقر المتصرفية امر متصرف العمارة بالقاء القبض على وجهاء عشيرة ال ازيرج وكان عددهم عشرون شخصا فاودعهم في السجن منهم (حاتم بن مذكور وصلبوخ بن عجيل وجلوب خلف وبشت ابو جناح وفنجان العبل وبدر ال صكر وخليفة بن منصور وموزان بن حسن وهاشم آل شلش وراشد ال كزار) واصدرت الاوامر الى المحققين بتنظيم الدعاوى عليهم وارسالهم الى السجن بعد المحاكمة حيث ان المتصرف يملك الصلاحية حيث امر بالسجن لمدة سنتين لكل فرد من الثوار وارسل عشرة من هولاء الى السجون لم يمر قمع ثورة ال ازيرج بهدوء ارتفعت اصوات الاحتجاج ضد القمع الدموي للذي مارسته السلطة والتضامن مع الازيرجاويين في مدينة بغداد وفي مدينة العمارة وفي جميع المدن العراقية يذكر بهاء الدين نوري في كتابه (على ضفاف الهور) قصة انتفاضة ال ازيرج في 1952 فيقول اصدرت الاحزاب العراقية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي منشورا يدعم به نضال الفلاحين ونشرت الصحف الوطنية كلمات الشجب والادانة على اثر ذلك تردد ممثلوا السلطة في اصدار الاحكام الادارية بسجن الوجبة الثانية بعد ان اتسعت حملة الاستنكار وعندما قام طلاب كلية الصيدلة بانتفاضتهم في بغداد ارتفعت فوق رؤوس المتظاهرين الذين ملأوا شوارع بغداد لافتات تعرب عن التضامن مع ال ازيرج ضد الاقطاع وضد السلطة وهتفت عشرات الوف الحناجر في بغداد وفي مدن اخرى ايام تشرين الثاني 1952 وهو ينادون عاشت انتفاضة فلاحي ال ازيرج ليسقط الاقطاع كان ذلك تعبيرا عن التضامن والتحالف بين العمال وسائر ابناء الشعب في المدينة مع اخوتهم ثم صدر حكم ثاني بحق الوجبة الثانية بمدة خمسة سنوات على (جاسم بدو وزاير العلي وعبيد كاطع ومانع الغضيب ومونس رضيو وعباس عامر) دخل السجن وهو جريح من القتال الذي دار في منطقة (نهر الرفيش) يذكر ابو عباس الحاج جلوب كريم فيقول سألت احد الشيوخ ال ازيرج عن سبب ضياع هذه الاراضي الواسعة منكم بعد ثورة 14 تموز 1958 لو حصلتم على طابو اسوة بشيوخ الفرات الاوسط لما ضاعت منكم اراضي المجر الصغير فقال نعم بعد ثورة ال ازيرج والهجرة الفلاحية من ريف العمارة الى العاصمة اوعز نوري السعيد الى شيوخ العمارة بالحضور الى بغداد واجتمع بهم وطلب بان الحكومة عازمة على توزيع الاراضي مناصفة لكم ولعشائركم وتسجيل تلك الاراضي التي توزع في الطابو لحل المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تترتب على ايقاف هجرة الفلاحين فلم يتكلم احد من شيوخ عشائر العمارة الا شيخ ال ازيرج فقال ان الارض ورثناها ابا عن جد ولن نعطي شبرا واحد لاحد وانتهى الاجتماع دون الوصول الى حل مع الشيوخ هذا هو سبب ضياع الاراضي لو وافقوا على مقترح نوري السعيد لما خسرنا كل شي ذكر الاستاذ محمد حمدي الجعفري بكتابه انقلاب الوصي ان مجموع الفلاحين التي هجرت الاراضي الزراعية هربا من الواقع المزري تقدر باعداد كبيرة جدا فقد هاجر الى بغداد وحدها خلال فترة لا تتجاوز عشر سنوات في عام (1947 - 1957) ما لايقل عن (205 الف فرد) وقد بلغ عدد المهاجرين من العمارة الى بغداد خلال تلك الفترة بحدود (114708) نسمة اي ما يقارب نسبة 48% ومن الوضح ان المناطق التي شهدت هجرة الفلاحين اي التي غادرت مناطقها كانت تتركز فيها الاراضي الكبيرة التي يسيطر عليها الاقطاعيين هذا كل ما اعلمه عن ثورة ال ازيرج واني ادعو الصحفيين والكتاب ومن يملك اي معلومات عن تلك الانتفاضة الفلاحية ان يساهم للكتابة عنها فانها ثورة لم تاخذ حقها من الاعلام والصحافة عند قيامها والى الان .
معركة (ام كعيدة)
وصل وفد آل ازيرج الى بغداد وفي العاصمة كثرة من ابناء العمومة المستعدين لتقديم العون والقيام بواجب الضيافة كان الوفد يضم اكثر من عشرين شخصا نزلوا عند احد وجهاء ال (ربيع كاظم سلمان) ونزل البعض الاخر عند (شناوه مظلوم) وهذا الاخير حشد لهم بعض الاحزاب السياسية لمساندة قضيتهم التقوا مع وزير الداخلية وكان (مصطفى العمري) وقال لهم بان الحكومة تسير وفق القانون وتنظر بعين العطف الى مطالبكم فقال احدهم للوزير يا صاحب المعالي الارض كلها اميرية ليست ملكا للشيوخ الخير كثير والاراضي واسعة تكفي للجميع لنا ولغيرنا كرر اخر نفس الحديث بلهجة التوسل خلاف زميله الذي تكلم بما يشبه لهجة التحدي وتكلم اخر مخاطبا الوزير نحن نعرف انك صاحب دين ووجدان ورجل عادل تحب الحق وترفض الباطل ولهذا جئنا الى معاليك ونحن على ثقة بانك تنقذنا من الظلم ونريد حقنا لم ناتي نطلب شيئا اخر ياصاحب المعالي اكد الوزير العمري مرة اخرى على ان الحكومة تنظر الى مطالبكم ولا تسمح لاحد بان يلحق بكم الظلم انعشت هذه الكلمات الوفد الازيرجاوي وادخلت الى نفوسهم الفرحة عاد الوفد حاصلا التأييد من الحكومة وابناء العمومة ببغداد وبعد اربعة اشهر من اعلان الثورة اي في شهر تشرين الثاني 1952 قام الفلاحين بجني محاصيلهم وكانت اطنان الشلب في كل مكان في منطقة (المجر الصغير) وعلم الشيوخ بهذا الحاصل الفخم اوعزوا الى مسلحيهم وسراكيلهم بالذهاب الى مناطق الفلاحين من (ال ازيرج) لاستلام الحاصل الزراعي وبالمبلغ الذي قرروه هم من قبل وامروهم بتأديب وضرب كل من يمتنع بتسليم حاصله وصل المسلحين اول الامر الى منطقة (ام كعيده) بصورة غير متوقعة من جانب (ال ازيرج) اتخذ بعض مسلحي الشيخ الاستعداد العسكري فيما تقدم الاخرين نحو الفلاحين طالبين منهم النزول عند اوامر الشيخ وتسليم غلتهم ودفع بدل الملاكية والسركلة وكان رد (ال ازيرج) الارض اميرية ليست ملكا لاحد لن نسلم (حبة شلب) للشيخ اصدر قائد مسلحي الشيخ امره باطلاق الرصاص على الفلاحين عندها هبت (ال ازيرج) بهوساتهم هدير رصاصهم (عشتي يا ام كعيدة) اصاب الذعر والارتباك مسلحي الشيخ ولاذوا بالفرار تاركين قتلاهم ازاء المقاومة المتزايدة انتهت هذه المواجهة بهزيمة الاقطاع وانتصار الثوار بعد ان كلفهم ثلاثة شهداء في تلك البقعة الريفية (ام اكعيدة )التي اصابت رجال الاقطاع وحوشيتهم بالذعر والهلع اتصل الشيوخ بمتصرف العمارة ليطلبوا التدخل السريع لتأديب الثائرين بعد ان اوعد المتصرف بان الحكومة لن تدخر جهدا لاعادة الامور الى مجاريها عندها امر بتنظيم حملة تأديبية واسعة وعنيفة تشترك فيها الشرطة المحلية اضافة الى تهيئة فوج كامل من شرطة القوة السيارة بكامل اسلحتها مع تجهيزها بالزوارق البخارية وعقد اجتماع على مستوى عال بين المسؤولين الرسميين في المتصرفية لمناقشة الخطة وضمان نجاحها وتكلم الجميع بشأن قوة مسلحة كبيرة لدرجة تغطي منطقة (المجر الصغير) التي تسكنه ال ازيرج للقضاء على تمردها وليكن اقدر واكفأ ضابط شرطة على راس القوة وقد وقع الاختيار على احد الضباط الاتراك يدعى (عزرة وردة) تحركت الحملة العسكرية الى منطقة (ام اكعيدة) وقبل دخولها علم بان (ال ازيرج) احتلوا منطقة (الرفيش) فارسل الضابط (عزرة ورده) مفرزة استطلاعية الى تلك المنطقة فتبين وجود مسلحي (ال ازيرج) على طول (الرفيش) ليس باستطاعة احد المرور منه وانهم موزعين على امتداد النهر فكر القائد باتخاذ الحيلة فامر قواته بالانسحاب ولكن عاد ليلا نحو (الرفيش) حيث خوض المعركة الفاصلة بين (ال ازيرج) من جهة وقوات الشرطة الحكومية نيابة عن الاقطاع من جهة اخرى وعند بدء الهجوم استطاع ان يستولي على عدة نقاط من الثوار بعد ان بوغتت ال ازيرج لكنهم هبوا جميعا للدفاع عن (ام اكعيدة) تساقط الرصاص بغزارة حولهم لكنهم استبسلوا في القتال دارت المعركة بين قوتين غير متكافئتين لكن المقاومة العشائرية (لآل ازيرج) نشرت الذعر في صفوف الشرطة انقضت الساعات الاولى على معركة دون ان يسجل فيها اي فريق نصرا يذكر عندها امر القائد (عزرة ورده) بالقاء قوة احتياطية الى ميدان المعركة واصدر امره بتقديم قوة ثانية لاحتلال نقاط جديدة شكلت شبه تطويق لمواقع (ال ازيرج) واستطاع بذلك تغيير مجرى القتال اذ وجه ضربة الى الثوار من نقطة غير متوقعة فيما كان عتادهم اوشك على النفاذ استمرت المعركة لليوم الثاني بعد سقوط عدد من الشهداء تمكنت (ال ازيرج) من الانسحاب من نهر (الرفيش) ودخول القوات اليها وعند دخولهم الى (ام كعيدة) شنو اوسع حملة بوليسية اقطاعية ضد الثوار اثناء معركة (الرفيش) وقبل دخول قوات الشرطة الى (ام كعيدة) قام بعض من (ال ازيرج) في (الاكرام) واحتلوا مناطق (ابو نعيجة) و (ابو سبع) و (الخمس) و (الطويل) اما في منطقة (الابراك) فتم احتلال مناطق (الهدام والعودة وام الجنازير وبريدة) لما علم الشيخ بذلك طلب من المتصرف بان يسعى بحل النزاع سلميا ولا يرغب بضرب الاماكن التي استولى عليها رجال (ال ازيرج) وكذلك وجهاء العشيرة فطلب المتصرف من احد السادة العلويين من (آل الشرع يدعى السيد حاتم) لحل الصراع الدائر في (المجر الصغير) وقد اتفق الطرفان على الحضور لحل النزاع وفي الحلقة المقبلة نكمل قصة الاجتماع الذي عقده وجهاء ال ازيرج والشيوخ . احمد قاسم الازيرجاوي
التاريخ: Sunday, September 28
الموضوع: بحوث ودراسات
خالد خلف داخل
مرت قبل أسابيع الذكرى السادسة والخمسون على انتفاضة عشيرة آل ازيرج على الاقطاع في محافظة ميسان عام 1952 في شهر آب من تلك السنة وقبيلة آل ازيرج من القبائل الكبيرة في جنوب العراق وهي من العشائر الزبيدية التي سكنت منذ القدم سكنوا عند نزولهم في محافظةميسان منطقة المجر الصغير بعد تركهم موطنهم الاصلي محافظة ذي قار .
حيث قدم ربيع بن محمود بن عبيه مع اخيه حريش وولده عطوان وبعض من افراد عمومته بايعاز من الوالي العثماني لحماية البواخر المقبلة من البصرة الى بغداد عبر نهر دجلة حتى اصبحت تلك المناطق الى ربيع واخيه وابنائهما يتعاقبونها جيل بعد جيل ليصبحوا عشيرة تحمل آل ازيرج العمارة ليعطوا لانفسهم اسما يختلف عن عشيرة آل ازيرج الناصرية بالرغم من صلة القربى بينهم وتنقسم هذه القبيلة الى اربعة عشائرهم ال ربيع والحريشاويين والبو عطوان والسواعد البتران التي تعد منهم وقد خاضوا عدة معارك مع العشائر المحيطة بهم من اجل الحفاظ على كيانهم وارضهم حتى استنجدوا بعشيرة بني لام حينما قام فالح الصيهود احد شيوخ البومحمد بسد نهر البتيرة عنهم فحشد شيخ بني لام غضبان البنية افراد عشيرته لمساندة ال ازيرج وكسر سد البتيرة ودفع فالح الصيهود الى قلعة صالح حتى اصبحت الاراضي المجر الصغير التي تسكنها الى ازيرج من افضل الاراضي الزراعية في محافظة ميسان وتوارث على مشيختهم شيوخ كانوا يتصرفون تجاههم تعرف الاب مع ابنه وكانوا حريصين على مصالح افراد العشيرة لحمايتهم من اعتداء العشائر الاخرى لكن المتغيرات والطمع افسد بعضهم وجردهم من كل عطف على ابناء عشيرتهم من الفلاحين وخاصة بعض القوانين التي اصدرتها الحكومات العراقية في ظل الحكم الملكي منها قانون اللزمة لسنة 1922 وقانون تسوية الاراضي الرقم 51 لسنة 1931 وقانون تحديد حقوق وواجبات الزراع لسنة 1933 وهذا القانون من اكثر القوانين استغلالا للفلاح واعتبار اراضي آل ازيرج من افضل الاراضي الزراعية سيحا ونتاجا فرضت الشيوخ عليهم ان يبيعوا محصولهم بما يقرروه على زراعهم ووضعوا الاسعار على الفلاحين اي كل دغار يشترى من الفلاح بخمسة دنانير والدغار يزيد عن الطن ثم يبيعه الشيخ باربعين دينار ثم يستقطع منهم بقية الخمسة دنانير باساليب ملتوية ليجعل الفلاح لا يملك شيئا عندما يستلم الفلاح الخمسة دنانير فعليه ان يستوفي للشيخ 2% باسم المامورية اي لتغطية ما ينفقه الشيخ على وكلائه ورجال حاشيته و 1% لتغطية ما ينفقه من نفقات المضيف والقهوة و 1% لتغطية نفقات الكتابة اي للرجل الذي يستخدمه كاتبا له و 1% سركله اي الحصة التي تفرز من مجموع المحصول كجزء من الاتاوات بدأ هذا التعامل به منذ سنة 1942 سارت الامور على هذا التعامل فترة لم يعكرها سوى احتجاجات وتمردات صغيرة لكن السلطان وجشع الشيوخ ينمو ويتعزز حتى نفذ صبر ال ازيرج حيث بدأت انتفاضتهم في اب عام 1952 لتعلن ثورتهم على الشيوخ عندما اقتنعت عشيرة البوعطوان ان تبيع محصولها للشيوخ وطردت حوشيه وسراكيلهم ثم تبعها الحريشاويين ثم السواعد البتران ليعلنوا ثورتهم ضد الشيوخ وهم يعلمون من يقف معهم بعد اتحاد هذه العشائر الثلاث بقيت ال ربيع بعيدة عن هذا التحالف فاراد احد الشيوخ ان يبعدهم فارسل اليهم من يبعدهم لاسقاط بدل الملاكية عنهم فاوفد شخصا منه يدعى هاشم معيجل فجمع ال ربيع عند صبار ال حافظ واخذ منه عهدا بان ال ربيع ستكون بعيدة عن هذا التحالف ولما علمت العشائر الثلاث البوعطوان والحريش والسواعد البتران بنية الشيخ لاستمالة ال ربيع نزلوا جميعهم على ال ربيع واخذوا يهوسون بالهوسات المعروفة في العمارة تبين خيانة صبار ال حافظ الذي اعتذر منهم بعد ان ضيفهم على كثرة عددهم وطرد مبعوث الشيخ لتصبح ال ازيرج كتلة واحدة لم يستطع الشيخ اخضاعهم بمفرده للتجمع الهائل والسيل الجارف وكلمات التحدي والتصميم على المقاومة واصبحت جميع الاراضي التي تسكنها ال ازيرج في المجر الصغير من ام كعيدة حتى ابو سبع بيد الثوار حتى اصبح الشيوخ لاقوة لهم ولا حول فالتجأوا الى متصرف العمار ليشكوا تمرد عشائرهم فنصحهم المتصرف بادي الامر بالنزول لطلباتهم خوف من انتشار الثورة الى بعض العشائر الاخرى ولما علمت ال ازيرج بذهاب الشيوخ للمتصرف نظموا وفدا لزيارة المتصرف وكان الوفد يضم بعض وجهاء ال ازيرج استقبلهم المتصرف استقبالا حسنا ثم خاطبهم بنبرة هادئة وصارمة معا لا يحق لكم الامتناع عن دفع حصص الشيوخ من المحاصيل الزراعية وليس من مصلحتكم ان تزعجوا شيوخكم وتصدموا بهم هؤلاء زعمائكم الحريصون على مصالحكم وهم يحمونكم من اعتداء العشائر الاخرى وفوق ذلك فانهم نواب في المجلس النيابي يمثلون مصالحكم هناك فرد عليه احد وجهاء الوفد ياسعادة المتصرف الارض كلها اميرية ونحن نخدم الحكومة وابناؤنا يخدمون بالجيش ولنا الحق على حكومتنا نحن نعرف انكم تقفون الى جانب الحق والعدالة فقال لهم المتصرف لو كان هناك مجال قانوني لمساعدتكم، فقال احدهم فلنذهب الى بغداد لنفهم الوزارة الحقيقة فقال لهم المتصرف خير لكم الا تذهبوا الى بغداد ولا تتخطوا المرجع الرسمي غادر الوفد الزيرجاوي مقر المتصرف بمعنوية متضعضعة ثم توجهوا الى بغداد.
أسباب انهيار الثورة
يذكر الحاج جلوب كريم غضبان احد المشاركين في الانتفاضة وأحد وجهاء ال ربيع الان فيقول (طلب السيد حاتم الشرع من المتصرف بناء مضيف له ليجمع ال ازيرج والشيوخ فتم بناء مضيف كبير بمنطقة الهدام وهي تحت سيطرة ال ازيرج استدعى السيد الشرع زعماء الثورة فوصل عشرون شخصا ينوبون عن العشيرة) فاستقبلهم السيد حاتم ونائب المتصرف وعند جلوسهم داخل المضيف ومجيء الشيخ ومن معه كان في استقباله فقط نائب المتصرف يذكر الحاج جلوب كريم فيقول لم يقم الى الشيخ احد من الجالسين مما اغاظه هذا الفعل اراد الشيخ ان يضع شروطه فقاطعه السيد حاتم قائلا بان ابناء عشيرتك لهم مطالب يجب الموافقة عليها وانتم ال ازيرج لشيوخكم مطالب يجب ان تنزلوا اليها لم يوافق الطرفان وكاد الاجتماع ان ينفض لولا تدخل نائب المتصرف فطلب من الجميع الحضور عند المتصرف لحل النزاع القائم فاجابه الجميع بالموافقة وعند وصولهم الى مقر المتصرفية امر متصرف العمارة بالقاء القبض على وجهاء عشيرة ال ازيرج وكان عددهم عشرون شخصا فاودعهم في السجن منهم (حاتم بن مذكور وصلبوخ بن عجيل وجلوب خلف وبشت ابو جناح وفنجان العبل وبدر ال صكر وخليفة بن منصور وموزان بن حسن وهاشم آل شلش وراشد ال كزار) واصدرت الاوامر الى المحققين بتنظيم الدعاوى عليهم وارسالهم الى السجن بعد المحاكمة حيث ان المتصرف يملك الصلاحية حيث امر بالسجن لمدة سنتين لكل فرد من الثوار وارسل عشرة من هولاء الى السجون لم يمر قمع ثورة ال ازيرج بهدوء ارتفعت اصوات الاحتجاج ضد القمع الدموي للذي مارسته السلطة والتضامن مع الازيرجاويين في مدينة بغداد وفي مدينة العمارة وفي جميع المدن العراقية يذكر بهاء الدين نوري في كتابه (على ضفاف الهور) قصة انتفاضة ال ازيرج في 1952 فيقول اصدرت الاحزاب العراقية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي منشورا يدعم به نضال الفلاحين ونشرت الصحف الوطنية كلمات الشجب والادانة على اثر ذلك تردد ممثلوا السلطة في اصدار الاحكام الادارية بسجن الوجبة الثانية بعد ان اتسعت حملة الاستنكار وعندما قام طلاب كلية الصيدلة بانتفاضتهم في بغداد ارتفعت فوق رؤوس المتظاهرين الذين ملأوا شوارع بغداد لافتات تعرب عن التضامن مع ال ازيرج ضد الاقطاع وضد السلطة وهتفت عشرات الوف الحناجر في بغداد وفي مدن اخرى ايام تشرين الثاني 1952 وهو ينادون عاشت انتفاضة فلاحي ال ازيرج ليسقط الاقطاع كان ذلك تعبيرا عن التضامن والتحالف بين العمال وسائر ابناء الشعب في المدينة مع اخوتهم ثم صدر حكم ثاني بحق الوجبة الثانية بمدة خمسة سنوات على (جاسم بدو وزاير العلي وعبيد كاطع ومانع الغضيب ومونس رضيو وعباس عامر) دخل السجن وهو جريح من القتال الذي دار في منطقة (نهر الرفيش) يذكر ابو عباس الحاج جلوب كريم فيقول سألت احد الشيوخ ال ازيرج عن سبب ضياع هذه الاراضي الواسعة منكم بعد ثورة 14 تموز 1958 لو حصلتم على طابو اسوة بشيوخ الفرات الاوسط لما ضاعت منكم اراضي المجر الصغير فقال نعم بعد ثورة ال ازيرج والهجرة الفلاحية من ريف العمارة الى العاصمة اوعز نوري السعيد الى شيوخ العمارة بالحضور الى بغداد واجتمع بهم وطلب بان الحكومة عازمة على توزيع الاراضي مناصفة لكم ولعشائركم وتسجيل تلك الاراضي التي توزع في الطابو لحل المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تترتب على ايقاف هجرة الفلاحين فلم يتكلم احد من شيوخ عشائر العمارة الا شيخ ال ازيرج فقال ان الارض ورثناها ابا عن جد ولن نعطي شبرا واحد لاحد وانتهى الاجتماع دون الوصول الى حل مع الشيوخ هذا هو سبب ضياع الاراضي لو وافقوا على مقترح نوري السعيد لما خسرنا كل شي ذكر الاستاذ محمد حمدي الجعفري بكتابه انقلاب الوصي ان مجموع الفلاحين التي هجرت الاراضي الزراعية هربا من الواقع المزري تقدر باعداد كبيرة جدا فقد هاجر الى بغداد وحدها خلال فترة لا تتجاوز عشر سنوات في عام (1947 - 1957) ما لايقل عن (205 الف فرد) وقد بلغ عدد المهاجرين من العمارة الى بغداد خلال تلك الفترة بحدود (114708) نسمة اي ما يقارب نسبة 48% ومن الوضح ان المناطق التي شهدت هجرة الفلاحين اي التي غادرت مناطقها كانت تتركز فيها الاراضي الكبيرة التي يسيطر عليها الاقطاعيين هذا كل ما اعلمه عن ثورة ال ازيرج واني ادعو الصحفيين والكتاب ومن يملك اي معلومات عن تلك الانتفاضة الفلاحية ان يساهم للكتابة عنها فانها ثورة لم تاخذ حقها من الاعلام والصحافة عند قيامها والى الان .
معركة (ام كعيدة)
وصل وفد آل ازيرج الى بغداد وفي العاصمة كثرة من ابناء العمومة المستعدين لتقديم العون والقيام بواجب الضيافة كان الوفد يضم اكثر من عشرين شخصا نزلوا عند احد وجهاء ال (ربيع كاظم سلمان) ونزل البعض الاخر عند (شناوه مظلوم) وهذا الاخير حشد لهم بعض الاحزاب السياسية لمساندة قضيتهم التقوا مع وزير الداخلية وكان (مصطفى العمري) وقال لهم بان الحكومة تسير وفق القانون وتنظر بعين العطف الى مطالبكم فقال احدهم للوزير يا صاحب المعالي الارض كلها اميرية ليست ملكا للشيوخ الخير كثير والاراضي واسعة تكفي للجميع لنا ولغيرنا كرر اخر نفس الحديث بلهجة التوسل خلاف زميله الذي تكلم بما يشبه لهجة التحدي وتكلم اخر مخاطبا الوزير نحن نعرف انك صاحب دين ووجدان ورجل عادل تحب الحق وترفض الباطل ولهذا جئنا الى معاليك ونحن على ثقة بانك تنقذنا من الظلم ونريد حقنا لم ناتي نطلب شيئا اخر ياصاحب المعالي اكد الوزير العمري مرة اخرى على ان الحكومة تنظر الى مطالبكم ولا تسمح لاحد بان يلحق بكم الظلم انعشت هذه الكلمات الوفد الازيرجاوي وادخلت الى نفوسهم الفرحة عاد الوفد حاصلا التأييد من الحكومة وابناء العمومة ببغداد وبعد اربعة اشهر من اعلان الثورة اي في شهر تشرين الثاني 1952 قام الفلاحين بجني محاصيلهم وكانت اطنان الشلب في كل مكان في منطقة (المجر الصغير) وعلم الشيوخ بهذا الحاصل الفخم اوعزوا الى مسلحيهم وسراكيلهم بالذهاب الى مناطق الفلاحين من (ال ازيرج) لاستلام الحاصل الزراعي وبالمبلغ الذي قرروه هم من قبل وامروهم بتأديب وضرب كل من يمتنع بتسليم حاصله وصل المسلحين اول الامر الى منطقة (ام كعيده) بصورة غير متوقعة من جانب (ال ازيرج) اتخذ بعض مسلحي الشيخ الاستعداد العسكري فيما تقدم الاخرين نحو الفلاحين طالبين منهم النزول عند اوامر الشيخ وتسليم غلتهم ودفع بدل الملاكية والسركلة وكان رد (ال ازيرج) الارض اميرية ليست ملكا لاحد لن نسلم (حبة شلب) للشيخ اصدر قائد مسلحي الشيخ امره باطلاق الرصاص على الفلاحين عندها هبت (ال ازيرج) بهوساتهم هدير رصاصهم (عشتي يا ام كعيدة) اصاب الذعر والارتباك مسلحي الشيخ ولاذوا بالفرار تاركين قتلاهم ازاء المقاومة المتزايدة انتهت هذه المواجهة بهزيمة الاقطاع وانتصار الثوار بعد ان كلفهم ثلاثة شهداء في تلك البقعة الريفية (ام اكعيدة )التي اصابت رجال الاقطاع وحوشيتهم بالذعر والهلع اتصل الشيوخ بمتصرف العمارة ليطلبوا التدخل السريع لتأديب الثائرين بعد ان اوعد المتصرف بان الحكومة لن تدخر جهدا لاعادة الامور الى مجاريها عندها امر بتنظيم حملة تأديبية واسعة وعنيفة تشترك فيها الشرطة المحلية اضافة الى تهيئة فوج كامل من شرطة القوة السيارة بكامل اسلحتها مع تجهيزها بالزوارق البخارية وعقد اجتماع على مستوى عال بين المسؤولين الرسميين في المتصرفية لمناقشة الخطة وضمان نجاحها وتكلم الجميع بشأن قوة مسلحة كبيرة لدرجة تغطي منطقة (المجر الصغير) التي تسكنه ال ازيرج للقضاء على تمردها وليكن اقدر واكفأ ضابط شرطة على راس القوة وقد وقع الاختيار على احد الضباط الاتراك يدعى (عزرة وردة) تحركت الحملة العسكرية الى منطقة (ام اكعيدة) وقبل دخولها علم بان (ال ازيرج) احتلوا منطقة (الرفيش) فارسل الضابط (عزرة ورده) مفرزة استطلاعية الى تلك المنطقة فتبين وجود مسلحي (ال ازيرج) على طول (الرفيش) ليس باستطاعة احد المرور منه وانهم موزعين على امتداد النهر فكر القائد باتخاذ الحيلة فامر قواته بالانسحاب ولكن عاد ليلا نحو (الرفيش) حيث خوض المعركة الفاصلة بين (ال ازيرج) من جهة وقوات الشرطة الحكومية نيابة عن الاقطاع من جهة اخرى وعند بدء الهجوم استطاع ان يستولي على عدة نقاط من الثوار بعد ان بوغتت ال ازيرج لكنهم هبوا جميعا للدفاع عن (ام اكعيدة) تساقط الرصاص بغزارة حولهم لكنهم استبسلوا في القتال دارت المعركة بين قوتين غير متكافئتين لكن المقاومة العشائرية (لآل ازيرج) نشرت الذعر في صفوف الشرطة انقضت الساعات الاولى على معركة دون ان يسجل فيها اي فريق نصرا يذكر عندها امر القائد (عزرة ورده) بالقاء قوة احتياطية الى ميدان المعركة واصدر امره بتقديم قوة ثانية لاحتلال نقاط جديدة شكلت شبه تطويق لمواقع (ال ازيرج) واستطاع بذلك تغيير مجرى القتال اذ وجه ضربة الى الثوار من نقطة غير متوقعة فيما كان عتادهم اوشك على النفاذ استمرت المعركة لليوم الثاني بعد سقوط عدد من الشهداء تمكنت (ال ازيرج) من الانسحاب من نهر (الرفيش) ودخول القوات اليها وعند دخولهم الى (ام كعيدة) شنو اوسع حملة بوليسية اقطاعية ضد الثوار اثناء معركة (الرفيش) وقبل دخول قوات الشرطة الى (ام كعيدة) قام بعض من (ال ازيرج) في (الاكرام) واحتلوا مناطق (ابو نعيجة) و (ابو سبع) و (الخمس) و (الطويل) اما في منطقة (الابراك) فتم احتلال مناطق (الهدام والعودة وام الجنازير وبريدة) لما علم الشيخ بذلك طلب من المتصرف بان يسعى بحل النزاع سلميا ولا يرغب بضرب الاماكن التي استولى عليها رجال (ال ازيرج) وكذلك وجهاء العشيرة فطلب المتصرف من احد السادة العلويين من (آل الشرع يدعى السيد حاتم) لحل الصراع الدائر في (المجر الصغير) وقد اتفق الطرفان على الحضور لحل النزاع وفي الحلقة المقبلة نكمل قصة الاجتماع الذي عقده وجهاء ال ازيرج والشيوخ . احمد قاسم الازيرجاوي