--------------------------------------------------------------------------------
ليلة الخلد
للسيد مدين الموسوي
لا تتركي حجراً على حجر ****يا ليلة الأرزاء والكدر
صُبّي على الدنيا وما حملتْ ***من نار غيضك مارق الشررِ
وتهتّكي من كلّ ساترةٍ****لم تحفظي ستراً لمنسترِ
لا عاد صُبحك أو بدا أبداً****في ظل وجهك مشرقُ القمرِ
يا ليلةً وقف الزمانُ بها****وجلاً يُدوِّن أروع الصورِ
وقف الحسين بها ومَنْ معه****جبلاً وهم كجنادل الحجرِ
ما هزّهم عصفٌ ولا رعشت****أعطافهم في داهم الخطرِ
يتمايلون وليس من طربٍ****ويسامرون وليس في سمرِ
إلّا مع البيض التي رقصت****بأكفّهم كمطالع الزُهرِ
يتلون سرّ الموت في سورٍ****لم يتلُها أحدٌ مع السورِ
ويرتلون الجرح في ولهٍ****فكأنه لحنٌ على وترِ
خفّوا لداعي الموت يسبقهم****عزمٌ تحدّى جامد الصخرِ
مذ بان جنب اللَّه مقعدهم****ورأوه ملء الروح والبصرِ
هدروا كما تحمي لها أجماً****أسدٌ دماة الناب والظفرِ
وبناتُ آل اللَّه ترقبهم****بعيونها المرقاة بالسهرِ
يا نجمُ دونك عن منازلهم****لا تقتربْ منها ولا تدُرِ
لا تستمعْ لنداء والهةٍ****مكلومةٍ من بطشة القدرِ
أو تنظرنَّ إلى معذبةٍ****حرّى تودّع مهجة العُمُرِ
تسقي عيون البيد أدمعها****لتظلَّ مورقةً من الشجرِ
للَّه قد نذروا بقيّتهم****وتسابقوا يوفون بالنُذُرِ
والموت يرقبهم على حذرٍ****منهم وهم منه بلا حذرِ
نامت عيون الكون أجمعها****وعيونهم مشبوحة النظرِ
للَّه ترمقه ويرمقها****كبراً وهم يعلون في كبرِ
وأبو الفداء السبط يشحذها****بالعزم يوقظ ساكن الغيرِ
حتى إذا بان الصباح لهم****لم تدر هل بانوا من البشرِ
أم هم ملائكةٌ مطهرةٌ****يستمطرون الموت للطهرِ
هبطوا وعادوا للسماء معاً****في خير زادٍ عُدَّ للسفرِ
__________________
ليلة الخلد
للسيد مدين الموسوي
لا تتركي حجراً على حجر ****يا ليلة الأرزاء والكدر
صُبّي على الدنيا وما حملتْ ***من نار غيضك مارق الشررِ
وتهتّكي من كلّ ساترةٍ****لم تحفظي ستراً لمنسترِ
لا عاد صُبحك أو بدا أبداً****في ظل وجهك مشرقُ القمرِ
يا ليلةً وقف الزمانُ بها****وجلاً يُدوِّن أروع الصورِ
وقف الحسين بها ومَنْ معه****جبلاً وهم كجنادل الحجرِ
ما هزّهم عصفٌ ولا رعشت****أعطافهم في داهم الخطرِ
يتمايلون وليس من طربٍ****ويسامرون وليس في سمرِ
إلّا مع البيض التي رقصت****بأكفّهم كمطالع الزُهرِ
يتلون سرّ الموت في سورٍ****لم يتلُها أحدٌ مع السورِ
ويرتلون الجرح في ولهٍ****فكأنه لحنٌ على وترِ
خفّوا لداعي الموت يسبقهم****عزمٌ تحدّى جامد الصخرِ
مذ بان جنب اللَّه مقعدهم****ورأوه ملء الروح والبصرِ
هدروا كما تحمي لها أجماً****أسدٌ دماة الناب والظفرِ
وبناتُ آل اللَّه ترقبهم****بعيونها المرقاة بالسهرِ
يا نجمُ دونك عن منازلهم****لا تقتربْ منها ولا تدُرِ
لا تستمعْ لنداء والهةٍ****مكلومةٍ من بطشة القدرِ
أو تنظرنَّ إلى معذبةٍ****حرّى تودّع مهجة العُمُرِ
تسقي عيون البيد أدمعها****لتظلَّ مورقةً من الشجرِ
للَّه قد نذروا بقيّتهم****وتسابقوا يوفون بالنُذُرِ
والموت يرقبهم على حذرٍ****منهم وهم منه بلا حذرِ
نامت عيون الكون أجمعها****وعيونهم مشبوحة النظرِ
للَّه ترمقه ويرمقها****كبراً وهم يعلون في كبرِ
وأبو الفداء السبط يشحذها****بالعزم يوقظ ساكن الغيرِ
حتى إذا بان الصباح لهم****لم تدر هل بانوا من البشرِ
أم هم ملائكةٌ مطهرةٌ****يستمطرون الموت للطهرِ
هبطوا وعادوا للسماء معاً****في خير زادٍ عُدَّ للسفرِ
__________________