الخلافة العباسية
--------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
العباسيون: سلالة عربية، تولت حكم الدولة العربية الإسلامية (750-125. ينتمي العباسيون إلى العباس عم الرسول محمد (ص). تكاتفوا مع الشيعة وغيرهم من المتذمرين من الحكم الأموي وخاصة الفرس، في سبيل إسقاط الخلافة الأموية. بدأت الدعوة العباسية عام 718 تحت زعامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ثم ابنه إبراهيم الإمام الذي أسند إلى أبي مسلم الخراساني مهمة قيادة الدعوة في خراسان. أعلن أبو مسلم الثورة على الأمويين عام 747، بعد ثلاث سنوات انتصر العباسيون وأسروا محمد بن مروان، آخر الخلفاء الأمويين. وقعت المعركة الفاصلة بين العباسيين والأمويين في على ضفة الزاب الكبير، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين استهلوا عهدهم بملاحقة الأمويين وتعذيبهم، ففر منهم عبد الرحمن الداخل ليؤسس دولة أموية مستقلة في الأندلس. كان أول خلفائهم أبو العباس (الملقب بالسفاح)، خلفه أخوه أبو جعفر المنصور، الذي بنى مدينة بغداد في العراق، ونقل إليها عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق، وأخمد الثورات التي قامت ضد العباسيين في بلاد فارس.
الخلافة العباسية
العصر العباسي الأول
انتقال الخلافة إلى بني العباس
انتقلت الخلافة إلى بني العباس بعد نجاح الدعوة السرية التي أطلقها دعاتهم منذ بداية السنة المائة للهجرة في خراسان حتى سنة 132هـ, وفيها انكشف سر الدعوة التي كان ظاهرها الدعوة لاختيار خليفة من بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم يرضى عنه المسلمون, وكان يطلق عليها (الرضى من آل محمد), إمعانا في الكتمان. ثم تبين أنها كانت تخفي الدعوة لبني العباس.
وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنة 132هـ دخل الكوفة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وبويع في مسجدها, وألقى في أهل الكوفة خطابا, بين فيه حق بني العباس في الخلافة, وجاء فيه مخاطبا إياهم: (.... وقد زدت في أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا, فأنا السفاح المبيح, والثائر المبير), فلقب بالسفاح.
ومن ذلك اليوم طوي علم بني أمية الأبيض وارتفع علم بني العباس الأسود. وأخذ عما السفاح عبد الله وصالح ولدا علي بن عبد الله العباسي يطاردون بني أمية بعد هزيمة مروان بن محمد آخر خلفائهم والقبض عليه في (بوصير) بمصر وقتله, فنبشوا قبور بني أمية في دمشق وأحرقوا ما تبقى من رفاتها وغدروا بجمع كبير من بني أمية في فلسطين فقتلوهم على شاطئ نهر (فطرس) وتشتت من نجا منهم في الآفاق, وتشردت نساؤهم حتى باتوا من السائلين .
النتائج التي ترتبت على انتقال الحكم إلى بني العباس
ترتب على انتقال الحكم إلى بني العباس النتائج التالية:
أولا - نقل العاصمة من الشام إلى العراق وانتصار أهل العراق على أهل الشام بعد صراع دام أكثر من قرنين.
ثانيا - انتقال النشاط التجاري إلى العراق, وربط التجارة البرية ببغداد والبحرية بالبصرة.
ثالثا - قيام صراع بين أشراف العرب وأشراف الموالي من الفرس على نيل مناصب الدولة, وإيثار الموالي بهذه المناصب.
رابعا - اشتداد مقاومة الناقمين من العلويين والخوارج وتوالي ثوراتهم على الحكم العباسي, وانشغال الدولة بقمعها مما أدى:
ا - إلى توقف الفتوحات وتحول الدولة العباسية من موقف الهجوم - وهو موقف الدولة الأموية - إلى موقف الدفاع, واعتبار الحدود التي وصل إليها الأمويون في فتوحاتهم, حدودا نهائية والوقوف عندها والاكتفاء بالدفاع عنها.
ب - عجز الدولة عن ضبط الحكم في الولايات الإفريقية, مما اضطرها إلى السكوت والاعتراف بحالة راهنة قضت بانتزاع بعض الأقاليم من سيادة الدولة, كما فعل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي الملقب بالداخل, حين انتزع الأندلس سنة 138هـ وأقام فيها إمارة مستقلة تحولت إلى خلافة سنة 300هـ في عهد عبد الرحمن الناصر .
خامسا - تخصيص بعض الولاة بإقليم من أقاليم الدولة استقلالا, مكافأة لهم لقيامهم بخدمة الدولة, كما فعل المأمون بتخصيص طاهر بن الحسين بإقليم خراسان إمارة مستقلة يتوارثها أبناؤه من بعده, وذلك مكافأة له للتغلب على أخيه الأمين في حصاره لبغداد والفوز بقتله وحمل رأسه إليه.
الخلفاء العباسيون في العصر العباسي الاول
أبو العباس السفاح (عبد الله بن محمد الأمام )
أبوجعفر المنصور (عبدالله بن محمد الأمام )
المهـدي (محمد بن أبي جعفر المنصور )
الهـادي (موسى بن المهـدي )
الرشيد (هـارون بن المهـدي )
الأمين (محمد بن الرشيد )
المأمون (عبد الله الرشيد )
المعتصم (محمد بن الرشيد)
الواثق (هـارون بن المعتصم)
المتوكل (جعفر بن المعتصم )
المنتصر (محمد بن المتوكل )
الفتوحات في عهد الدولة العباسية
وقفت الدولة العباسية عند الحدود التي انتهت إليها الدولة الأموية قبل سقوطها, وما جرى في عهد الدولة العباسية إنما كان إخضاعا لأقاليم انتقضت عليها وتم إخضاعها, فكأنما فتحت من جديد, كانتقاض بعض نواح فيما وراء النهر سنة 134هـ وانتقاض طبرستان سنة 142هـ وانتقاض سجستان سنة 152هـ وانتقاض جرجان سنة 167هـ, وقد كانت هذه الانتقاضات ثورات على الحكم العباسي أو تمردا عليه قمعت بشدة وعنف.
وقد استمرت غزوات الصوائف في جبهة الروم واقتصرت على حماية الثغور الإسلامية, الجزرية والشامية, وتتابعت من عام 142هـ حتى عام 191هـ وتوقفت بعد ذلك إلى عام 215, بسبب الحرب الأهلية بين الأمين والمأمون, من أجل الخلافة, وما تبعها من أحداث. ولما استقر الملك للمأمون استأنف حملات الصوائف, وكان آخرها الحملة التي قادها بنفسه سنة 218هـ وتوقف بها عند مدينة طرسوس وفيها توفي تلك السنة.
توقفت حملات الصوائف بعد ذلك, وأصبحت الثغور الإسلامية هدفا لغارات الروم. ففي سنة 243هـ أغار الروم على الثغور الجزرية وبلغوا مدينة (شمشاط) واقتربوا من مدينة (آمد - ديار بكر) كما أغاروا سنة 245هـ على الثغور الشامية من جهة (أنطاكية) ولم تفلح حملات الصوائف التي قادها قائدان شهيران وهما: علي بن يحيى الأرمني وعمر بن عبد الله الأقطع على صد غارات الروم وقتل الاثنان في عراك معهم.
على أننا لا بد أن نشير إلى ثلاث حملات عسكرية ضخمة توجهت إلى بلاد الروم وكانت حملات تأديبية
الأولى: وجهها الخليفة المهدي سنة 165هـ بقيادة ابنه هارون الرشيد وفيها بلغ القسطنطينية فهادنته الملكة (إيرين) وعقدت معه صلحا مع جزية سنوية مجزية.
والثانية: قادها الرشيد بنفسه وهو خليفة سنة 187هـ لنقض الروم الهدنة, فصالحه الإمبراطور (نقفور) الذي خلف الملكة (إيرين) وعقد معه هدنة.
والثالثة: الحملة التي قادها بنفسه الخليفة المعتصم بالله سنة 223هـ انتقاما من الروم الذين أغاروا على الثغور الجزرية ودخلوا مدينة (زبطرة) فنهبوا وسبوا النساء وهدموا المدينة وكانت غارة الروم هذه بطلب من الثائر بابك الخرمي الذي كانت جيوش الخليفة تلاحقه, فلما ضيقت عليه الخناق طلب من الإمبراطور البيزنطي (تيئوفيل) أن يشن الغارات على الثغور الإسلامية ليضطر الخليفة إلى سحب جيوشه عنه. وقد استجاب الإمبراطور لمطلبه وزحف على الثغور الجزرية, ولكن بعد أن كان بابك قد وقع في قبضة جيش الخليفة الذي قاده القائد (الافشين). وقد نفذ المعتصم حملته والتقى مع جيش الإمبراطور في معركة جرت في (عمورية) انتهت بهزيمة الروم وأسر الإمبراطور.
وإذا كان من فتح في هذا العصر من دولة بني العباس, فهو فتح صقلية الذي تولاه الأمراء الأغالبة, أمراء إفريقية. ففي سنة 212هـ جهز الأمير زيادة الأول بن إبراهيم بن الأغلب حملة بحرية بقيادة القاضي أسد بن الفرات وقد أقدم الأمير الأغلبي على فتح الجزيرة بتحريض من قائد بيزنطي يدعى (افيمونوس eupheminus). وسارت الحملة بدلالته واستولت على مدينة (مازرة masara), فكانت فاتحة الفتح, واستمرت بعدها الحملات البحرية وفيها سقطت أهم مدن الجزيرة مثل (قصريانه castragiavanni) و (بلرم palerm).
وقد أدى فتح هذه المدينة إلى فتح سائر الجزيرة فافتتحت (سرقوسة siracus) وطبرمين (taormina), ومنها أغاروا على جزيرة مالطة وافتتحوها أيام محمد بن الأغلب سنة 261هـ, وعبروا مضيق مسينا وغزوا قلورية (كالابريا calabria) وهي المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب من شبه جزيرة إيطاليا.
العصر العباسي الثاني
السمات التي يتميز بها العصر العباسي الثاني
أولا - تغلب المتغلبين على الخلافة
ثانيا - عزل الوزراء ومصادرتهم
ثالثا - ارتزاق صنائع الوزراء
رابعا - ابتداع الألقاب والكنى
خامسا - مظالم عمال الخراج
سادسا - مصادرة الأموال
سابعا - فساد القضاء
ثامنا - الفتن
تاسعا - الثورات
عاشرا - اقتسام الدول العباسية بين المتغلبين
الحادي عشر - سعي المتغلبين في نقل الخلافة إليهم
الخلفاء العباسيون ( في العصر العباسي الثاني )
المستعين بالله : أحمد بن الأمير محمد بن المعتصم بالله
المعتز بالله : محمد بن المتوكل على الله
المهتدي بالله : أحمد بن الواثق بالله
المعتمد بالله : أحمد ابن المتوكل على الله
المعتضد بالله أحمد بن الأمير طلحة ( الموفق بالله) ابن المتوكل على الله
المكتفي بالله : علي بن المعتضد بالله
المقتدر بالله : جعفر بن المعتضد بالله
القاهر بالله : محمد بن المعتضد بالله
الراضي بالله أحمد بن المقتدر بالله
المتقي بالله : إبراهيم بن المقتدر بالله
المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله
الطائع لله عبد الكريم بن المطيع لله
القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله
المقتدي بأمر الله عبد الله بن الأمير محمد بن القائم بأمر الله
المستظهر بالله : أحمد بن المقتدي بأمر الله ( 487 - 512 هـ).
المستكفي بالله
أسباب انهيار الخلافة الإسلامية
يعود انهيار الخلافة الإسلامية إلى عدة أسباب أهمها:
أولا - نظام الخلافة
يقوم نظام الخلافة في الإسلام على قاعدة (الشورى), وقد تقرر هذا المبدأ في القرآن الكريم بقوله تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وتأيد هذا المبدأ بقوله تعالى لنبيه: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وقد طبقه النبي صلى الله عليه وسلم فكان يشاور أصحابه في الأمور التي ليس فيها حكم من أحكام الله, وبذلك أصبحت (الشورى) مدار الحكم في الإسلام.
ولما انتقلت الخلافة إلى بني أمية بزعامة معاوية بن أبي سفيان تحقق لهم ما كانوا يطمحون إليه وما كانوا يطمعون فيه, فبدلوا نظام الشورى بنظام الإرث.
فأصبح الخليفة يعهد إلى ابنين أو أكثر من أبنائه يتوارثونها واحدا بعد آخر بالترتيب الذي يقرره.
واستقر نظام الخلافة في الدولة الإسلامية بعد ذلك على نظام الإرث وأصبحت البيعة رسما شكليا يقبل عليها الناس, يتقدمهم الأمراء والكبراء والعلماء, وتؤخذ عليهم الأيمان المغلظة مع الحلف بالطلاق والعتاق لكي لا يتحللون منها. وفي العصر العباسي الثاني لم يعد أحد يبالي بالبيعة بعد أن أصبح مصير الخلافة بيد المتغلبين. وقد ترتب على وراثة الخلافة أمران: الصراع من أجل الخلافة وظاهرة الاستبداد والظلم.
1 - الصراع من أجل الخلافة
في البداية ظهر هذا الصراع بين أسرتين: الأسرة الهاشمية والأسرة الأموية. وبعد زوال الدولة الأموية سنة 131 - 132هـ ثار الصراع بين فرعين من الأسرة الهاشمية الأسرة العلوية الطالبية وزعيمها علي بن أبي طالب والأسرة العباسية وزعيمها العباس بن عبد المطلب يجمعهما جد مشترك هو هاشم بن عبد مناف. وقد كانت هذه الأسر الثلاث تقيم حقها في الخلافة, لا على نظام الشورى, بل على نظام الإرث من السلف إلى الخلف, ولكل منها حجته.
واتخذا الهاشميون أسلوب الدعوة السرية في الدعوة لأنفسهم وشاركهم في هذه الدعوة العباسيون, واتخذوا شعارا موحدا هو الدعوة (للرضى من آل محمد), أي لمن يرضى عنه المسلمون من آل محمد وانضم إلى دعوتهم الساخطون على الحكم الأموي ومعهم الموالي من الفرس.
ومن خلال الدعوة السرية تجهزت الحملات العسكرية واندفعت لتلاقي محمد بن مروان آخر خلفاء بني أمية في معركة (الزاب), وفيها خسر محمد بن مروان الحرب وانهارت به الدولة الأموية التي دامت 92 عاما.
وبدأ بعد ذلك صراع جديد بين الأسرتين العلوية والعباسية. فقد تمكن العباسيون من انتزاع النصر فبايعوا عبد الله أبا العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بالخلافة. وتحول التحالف إلى صراع بين العلويين والعباسيين, وقام معه صراع بين العباسيين أنفسهم. فقد عهد الخليفة أبو العباس الذي تلقب بلقب (السفاح) بالخلافة من بعده إلى أخيه أبي جعفر (المنصور) ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى, ولكن أبا جعفر أجبره على التنازل عن ولاية العهد إلى ابنه محمد (المهدي).
واستمر الصراع من أجل الخلافة في العصر العباسي الثاني يثيره المتغلبون.
2 - ظاهرة الاستبداد والظلم
لما انتقل نظام الخلافة من قاعدة الشورى إلى نظام الإرث, وأصبحت البيعة رسما شكليا, تؤخذ بالرغبة أو الرهبة, ادعى الخلفاء أن سلطانهم مستمد من الله, وأنه حق إلهي ممنوح لهم يحكمون الناس بهذا الحق وأن طاعتهم مفروضة على الشعب, لأنها من طاعة الله. وقد أمر الله بطاعتهم في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فمن عصاهم عصى الله, ومن أطاعهم أطاع الله, فهم خلفاؤه.
وقد أضحى اسم الخليفة منذ خلافة عبد الملك بن مروان (خليفة الله) وأن ما يفعله الخليفة وما يأمر به, إنما هو من أمر الله وقدره, فلا يسأل. ومن أجل ذلك حاربوا من يقول بأن الإنسان يخلق أفعاله بقدرته وأنه يسأل عنها, لأنهم إنما يفعلون ما يصدر عنهم بأمر الله, فلا يسألون عما يفعلون.
وقد اتبع خلفاء بني العباس هذا النهج في تبرير سلطانهم, وقد عبر عنه أبو جعفر المنصور في خطبة بيعته بقوله: "إنما أنا سلطان الله في أرضه, أسوسكم بتوفيقه وتسديده". وباستمداد الخليفة سلطته من الله, أضحى حقه في الحكم (حقا إلهيا), وسلطانه مطلقا لا رقيب عليه, يتصرف على هواه ويعزو تصرفه إلى قدر الله وتسديده. وقد نشأ عن ذلك انحراف عن خطة الإسلام. فالإسلام لا يسلم بالحكم المطلق, بل يمنح المؤمنين حق الرقابة على أعمال الحاكم وتصرفاته, وهذا الحق مستمد من قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وتمنح هذه الرقابة الحق في نقض بيعة الحاكم وعزله إذا خرج على حكم من أحكام الله .
وقد ترتب على ممارسة الخليفة سلطانه المطلق نشوب هذا العدد الكبير من الثورات, وكانت ظاهرة احتجاج على الظلم والاستبداد, وقد أنهكت موارد الدولة وأضعفت قوتها.
وكان من مظاهر الاستبداد إكراه الناس على أمر اعتقد الخليفة صوابه وآمن به, كما فعل المأمون حين طلب من الفقهاء أن يؤمنوا معه بأن القرآن مخلوق, فمن لم يستجب له أمر بقطع رزقه, وحبسه, ومنهم من مات في حبسه كما جرى مع أبي مسهر الغساني, شيخ مشايخ الشام .
وقد اشتدت ظاهرة الظلم في العصر العباسي الثاني وتضاعفت مع مضاعفة السلطة بين الخلفاء والمتغلبين. فقد أضيفت إلى وسائل القتل السمل والنفخ والفصد وقطع الأعضاء والحبس في المطامير والتوسيط, والموت عطشا وجوعا والطرح تحت أقدام الفيلة والإلقاء في حظيرة السباع. فكان الخليفة أو القائد المتغلب يختار لمن يقتله الميتة بإحدى هذه الوسائل أو يجمع بينها كما كان يفعل المقتدر والمعتضد, وأصبح القتل عند بعضهم ملهاة, كالقاهر فقد صنع حربة يلهو بها ويرمي بها من يشاء فيقتله.
وقد أدى اشتداد ظاهرة الظلم في العصر العباسي الثاني إلى نشاط التصوف والتفاف العامة حول المتصوفة, يجدون العزاء عندهم والاطمئنان, ويلتمسون في جوارهم الصبر على احتمال الظلم وتعزية النفس بوعيد الله الانتقام لهم, وكان من أشهرهم سري السقطي والجنيد وبنان الزاهد والقشيري وغيرهم.
ثانيا - - تجنيد الموالي
لما تولى المعتصم بن الرشيد الخلافة قضى على الطابع العربي في الجيش, فسرح العرب ومحا اسمهم من ديوان الجند وأحل محلهم جندا من الأتراك, كان يأتي بهم من تركستان أطفالا, ويتولى تربيتهم وتدريبهم على الحرب والقتال, وقد تربى على حبهم في أحضان أمه التركية, وتمكن بهم من القضاء على ثورة بابك الخرمي وبهم انتصر على الروم في وقعة (عمورية), وعظم شأنهم في عهد الخليفة الواثق ومن بعده المتوكل, وارتقى فريق منهم إلى رتبة القادة.
ومن ذلك الوقت أضحى الإسلام في حالة دفاع عن الحدود التي وقفت عندها فتوح الخلفاء الراشدين ومن بعدهم بنو أمية. وقد تحول الجند الموالي إلى جنود مرتزقة, يعتصبون إذا ما تأخرت أرزاقهم ويهددون بالعصيان وقد رتبوا لأنفسهم حقوقا عند نصب الخليفة يعرف برسم البيعة,.
وهكذا حل الجنود المرتزقة من ديلم وفرس محل العرب, وفقدت ساحات الجهاد الساعد القوي وقبضة السيف الصارم, فوقفت الفتوح عند الحدود التي عادت فيها السيوف العربية إلى أغمادها.
رابعا: حياة الترف والسرف
وفي العصر العباسي بلغ السرف غايته عند الخلفاء والأمراء والوزراء وسراة الناس, وتطاولت القصور, واتسعت الدور, تخطر في أبهائها جوار كنس من كل جنس ولون. فيهن الحسان للمتعة وفيهن القيان للغناءوقد حفلت قصور الخلفاء بمجالس الطرب, يرتادها الشعراء ويتبارون بوصف ما يجري فيها من لهو وعبث, فينالون بما تجود به قرائحهم وتنطلق به لهواتهم, الجوائز على أقدارهم. وقد دونت أخبار تلك المجالس وما كان يجري فيها من إسراف باللهو والمجون في دواوين الشعراء وكتب الأدب والأخبار.
خامسا: ضعف الوازع الإيماني
يستفاد مما تقدم أن ضعف الوازع الإيماني قد حاد بالمسلمين عن خطة الإسلام, فالإسلام أقام الإيمان رقيبا على أعمال الإنسان وزوده بدقة الحس في التمييز بين الخير والشر, وبين الفضيلة والرذيلة, وبين العدل والظلم, وجعل النية الحكم في هذا التمييز, وعلى حكمها يحاسب الإنسان. وقد تعصف الأهواء بالإيمان, فيفقد الإحساس بالخير والعدل والفضيلة, ويصدر حكم النية مشوبا بالشر والظلم وبكل ما يخالف الفضيلة.
وقد كان إيمان المسلمين الأولين ناصعا لا تفسده الأهواء, قوي الإحساس بالعدل وبكل مكارم الأخلاق, فقادهم إلى الفتح العظيم, ودخل الناس في دينهم أفواجا لما رأوا من صدق دعوتهم,. وكانوا فيها مثلا يحتذى, فلما ترف أخلافهم بنعماء الدنيا وأسرفوا في الأطيبين منها, تعلقوا بأذيالها, وأقبلوا عليها إقبال عاشق غاب رقيبه.
وتراخت رقابة الإيمان على أعمالهم فحل الظلم محل العدل, فأخفت صوت الحق, وقضى سيف الظلم على صولته, وأضحت القوة هي الحاكم الذي لا يرد والحكم الذي لا ينقض, وبرز الباطل يختال في قصور الخلفاء والأمراء والوزراء والأثرياء, متشحا بكل مظاهر العبث والمجون, فألهاهم عن مصالح الأمة, فشاع الفساد في الحكم والقضاء والإدارة, وقفز إلى مناصب الدولة المنافقون ومنهم من اتخذ الدين سلما للوصول إليها, فساهموا في الإفساد وأعانوا على الظلم, وسادت الفوضى فكانت غنما للصوص والعيارين, وقامت لهم دولة في بغداد يحميها قادة من الجيش لقاء جزية يتقاضونها مما ينهبون.
وعاش عامة الشعب في فقر وخوف, وقهر ومذلة, فضمر ساعده وفقد قدرته على القتال, وخمدت همته, فأضحى في حالة رق فقد فيها قدرته على الإبداع, فأوقفه الزمن عن المسير, وأخذ ينظر إلى الشعوب تتقدمه وهو معقود اللسان ومغلول اليدين, فلا يستطيع حراكا. إلى هذه الحالة آل أمر المسلمين, في جميع الدول التي تشتت فيها دولتهم, لتساوي العلة فيها.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوقع لهم ما آلوا إليه حين قال: سوف تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟. قال: لا, بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم, وليقذفن في قلوبكم الوهن, قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
الخاتمة
وبهذا تناولنا بعض المراحل التي مرت بها الدولة العباسية وكذلك التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكبيرة في البلاد الإسلامية، فبينما اعتمد الأمويون على دعم القبائل العربية، فإن العباسيين استندوا إلى الدين وقربوا إليهم العلماء والفقهاء، وحققوا المساواة بين العرب والمسلمين الأعاجم (الموالي) الذين صاروا يتولون أعلى المناصب في الدولة، وصار للعناصر التركية والفارسية دور كبير في الجيش.
بلغت الدولة العباسية أوج ازدهارها في عهد الخليفة هارون الرشيد وابنه عبد الله المأمون. ففي عهدهما بلغت بغداد أوج عمرانها وسيطرتها على أجزاء الدولة المترامية من المغرب حتى حدود الصين. كما توغلت الجيوش العباسية في آسيا الصغرى واضطر الإمبراطور البيزنطي لدفع الجزية حتى عن شخصه. كانت خلافة المعتصم (842-847) نقطة تحول أخرى، فقد اعتمد بشكل كبير على العناصر التركية في الجيش، ونقل عاصمة الدولة إلى سامراء.
في نهاية القرن التاسع الميلادي، بدأ الخلفاء العباسيون يفقدون سيطرتهم على البلاد، مع تزايد نفوذ الموالي ونفوذ الولاة وحكام المدن والمناطق. وبدأت الدولة بالانهيار فانفصلت عنها عدة دويلات كالدولة الإخشيدية، والطولونية (مصر) والفاطمية (شمال أفريقيا) والطاهرية (خراسان) والصفارية والزيدية العلوية (بلاد فارس وما وراء النهر). باتت سلطات الخليفة العباسي لا تتعدى حدود بغداد تقريباً، ووصلت إلى نهايتها عندما دخلت جيوش المغول بقيادة هولاكو بغداد، فأحرقتها ودمرتها وقتلت الخليفة المستعصم عام 1258.
الفهرس
المقدمة 2
الخلافة العباسية 3-4
العصر العباسي الأول انتقال الخلافة إلى بني العباس 5
الخلفاء العباسيونفي العصر العباسي الاول 6 - 7
الفتوحات في عهد الدولة العباسية 8
الخلفاء العباسيون ( في العصر العباسي الثاني ) 9
العصر العباسي الثاني ,السمات التي يتميز بها العصر العباسي الثاني 10 - 14
أسباب انهيار الخلافة الإسلامية 15
الخاتمة 16
الفهرس 17
المراجع
1. موقع دمشق أون لاين
[color:6d0e=window****]http://www.damascus-online.com/Arabic/se-a/history/abbasids.ht
2. موقع الاسلام
[color:6d0e=window****]http://www.islamset.com/arabic/aencyclo/malameh/fotohat.html
3. موقع تاريخ الاسلام
[color:6d0e=window****]http://history.al-islam.com/display.asp?f=sub001 06_b.htm
--------------------------------------------------------------------------------
المقدمة
العباسيون: سلالة عربية، تولت حكم الدولة العربية الإسلامية (750-125. ينتمي العباسيون إلى العباس عم الرسول محمد (ص). تكاتفوا مع الشيعة وغيرهم من المتذمرين من الحكم الأموي وخاصة الفرس، في سبيل إسقاط الخلافة الأموية. بدأت الدعوة العباسية عام 718 تحت زعامة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ثم ابنه إبراهيم الإمام الذي أسند إلى أبي مسلم الخراساني مهمة قيادة الدعوة في خراسان. أعلن أبو مسلم الثورة على الأمويين عام 747، بعد ثلاث سنوات انتصر العباسيون وأسروا محمد بن مروان، آخر الخلفاء الأمويين. وقعت المعركة الفاصلة بين العباسيين والأمويين في على ضفة الزاب الكبير، وكانت الغلبة للعباسيين، الذين استهلوا عهدهم بملاحقة الأمويين وتعذيبهم، ففر منهم عبد الرحمن الداخل ليؤسس دولة أموية مستقلة في الأندلس. كان أول خلفائهم أبو العباس (الملقب بالسفاح)، خلفه أخوه أبو جعفر المنصور، الذي بنى مدينة بغداد في العراق، ونقل إليها عاصمة الخلافة الإسلامية من دمشق، وأخمد الثورات التي قامت ضد العباسيين في بلاد فارس.
الخلافة العباسية
العصر العباسي الأول
انتقال الخلافة إلى بني العباس
انتقلت الخلافة إلى بني العباس بعد نجاح الدعوة السرية التي أطلقها دعاتهم منذ بداية السنة المائة للهجرة في خراسان حتى سنة 132هـ, وفيها انكشف سر الدعوة التي كان ظاهرها الدعوة لاختيار خليفة من بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم يرضى عنه المسلمون, وكان يطلق عليها (الرضى من آل محمد), إمعانا في الكتمان. ثم تبين أنها كانت تخفي الدعوة لبني العباس.
وفي يوم الجمعة الثاني عشر من ربيع الأول سنة 132هـ دخل الكوفة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وبويع في مسجدها, وألقى في أهل الكوفة خطابا, بين فيه حق بني العباس في الخلافة, وجاء فيه مخاطبا إياهم: (.... وقد زدت في أعطياتكم مائة درهم فاستعدوا, فأنا السفاح المبيح, والثائر المبير), فلقب بالسفاح.
ومن ذلك اليوم طوي علم بني أمية الأبيض وارتفع علم بني العباس الأسود. وأخذ عما السفاح عبد الله وصالح ولدا علي بن عبد الله العباسي يطاردون بني أمية بعد هزيمة مروان بن محمد آخر خلفائهم والقبض عليه في (بوصير) بمصر وقتله, فنبشوا قبور بني أمية في دمشق وأحرقوا ما تبقى من رفاتها وغدروا بجمع كبير من بني أمية في فلسطين فقتلوهم على شاطئ نهر (فطرس) وتشتت من نجا منهم في الآفاق, وتشردت نساؤهم حتى باتوا من السائلين .
النتائج التي ترتبت على انتقال الحكم إلى بني العباس
ترتب على انتقال الحكم إلى بني العباس النتائج التالية:
أولا - نقل العاصمة من الشام إلى العراق وانتصار أهل العراق على أهل الشام بعد صراع دام أكثر من قرنين.
ثانيا - انتقال النشاط التجاري إلى العراق, وربط التجارة البرية ببغداد والبحرية بالبصرة.
ثالثا - قيام صراع بين أشراف العرب وأشراف الموالي من الفرس على نيل مناصب الدولة, وإيثار الموالي بهذه المناصب.
رابعا - اشتداد مقاومة الناقمين من العلويين والخوارج وتوالي ثوراتهم على الحكم العباسي, وانشغال الدولة بقمعها مما أدى:
ا - إلى توقف الفتوحات وتحول الدولة العباسية من موقف الهجوم - وهو موقف الدولة الأموية - إلى موقف الدفاع, واعتبار الحدود التي وصل إليها الأمويون في فتوحاتهم, حدودا نهائية والوقوف عندها والاكتفاء بالدفاع عنها.
ب - عجز الدولة عن ضبط الحكم في الولايات الإفريقية, مما اضطرها إلى السكوت والاعتراف بحالة راهنة قضت بانتزاع بعض الأقاليم من سيادة الدولة, كما فعل عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي الملقب بالداخل, حين انتزع الأندلس سنة 138هـ وأقام فيها إمارة مستقلة تحولت إلى خلافة سنة 300هـ في عهد عبد الرحمن الناصر .
خامسا - تخصيص بعض الولاة بإقليم من أقاليم الدولة استقلالا, مكافأة لهم لقيامهم بخدمة الدولة, كما فعل المأمون بتخصيص طاهر بن الحسين بإقليم خراسان إمارة مستقلة يتوارثها أبناؤه من بعده, وذلك مكافأة له للتغلب على أخيه الأمين في حصاره لبغداد والفوز بقتله وحمل رأسه إليه.
الخلفاء العباسيون في العصر العباسي الاول
أبو العباس السفاح (عبد الله بن محمد الأمام )
أبوجعفر المنصور (عبدالله بن محمد الأمام )
المهـدي (محمد بن أبي جعفر المنصور )
الهـادي (موسى بن المهـدي )
الرشيد (هـارون بن المهـدي )
الأمين (محمد بن الرشيد )
المأمون (عبد الله الرشيد )
المعتصم (محمد بن الرشيد)
الواثق (هـارون بن المعتصم)
المتوكل (جعفر بن المعتصم )
المنتصر (محمد بن المتوكل )
الفتوحات في عهد الدولة العباسية
وقفت الدولة العباسية عند الحدود التي انتهت إليها الدولة الأموية قبل سقوطها, وما جرى في عهد الدولة العباسية إنما كان إخضاعا لأقاليم انتقضت عليها وتم إخضاعها, فكأنما فتحت من جديد, كانتقاض بعض نواح فيما وراء النهر سنة 134هـ وانتقاض طبرستان سنة 142هـ وانتقاض سجستان سنة 152هـ وانتقاض جرجان سنة 167هـ, وقد كانت هذه الانتقاضات ثورات على الحكم العباسي أو تمردا عليه قمعت بشدة وعنف.
وقد استمرت غزوات الصوائف في جبهة الروم واقتصرت على حماية الثغور الإسلامية, الجزرية والشامية, وتتابعت من عام 142هـ حتى عام 191هـ وتوقفت بعد ذلك إلى عام 215, بسبب الحرب الأهلية بين الأمين والمأمون, من أجل الخلافة, وما تبعها من أحداث. ولما استقر الملك للمأمون استأنف حملات الصوائف, وكان آخرها الحملة التي قادها بنفسه سنة 218هـ وتوقف بها عند مدينة طرسوس وفيها توفي تلك السنة.
توقفت حملات الصوائف بعد ذلك, وأصبحت الثغور الإسلامية هدفا لغارات الروم. ففي سنة 243هـ أغار الروم على الثغور الجزرية وبلغوا مدينة (شمشاط) واقتربوا من مدينة (آمد - ديار بكر) كما أغاروا سنة 245هـ على الثغور الشامية من جهة (أنطاكية) ولم تفلح حملات الصوائف التي قادها قائدان شهيران وهما: علي بن يحيى الأرمني وعمر بن عبد الله الأقطع على صد غارات الروم وقتل الاثنان في عراك معهم.
على أننا لا بد أن نشير إلى ثلاث حملات عسكرية ضخمة توجهت إلى بلاد الروم وكانت حملات تأديبية
الأولى: وجهها الخليفة المهدي سنة 165هـ بقيادة ابنه هارون الرشيد وفيها بلغ القسطنطينية فهادنته الملكة (إيرين) وعقدت معه صلحا مع جزية سنوية مجزية.
والثانية: قادها الرشيد بنفسه وهو خليفة سنة 187هـ لنقض الروم الهدنة, فصالحه الإمبراطور (نقفور) الذي خلف الملكة (إيرين) وعقد معه هدنة.
والثالثة: الحملة التي قادها بنفسه الخليفة المعتصم بالله سنة 223هـ انتقاما من الروم الذين أغاروا على الثغور الجزرية ودخلوا مدينة (زبطرة) فنهبوا وسبوا النساء وهدموا المدينة وكانت غارة الروم هذه بطلب من الثائر بابك الخرمي الذي كانت جيوش الخليفة تلاحقه, فلما ضيقت عليه الخناق طلب من الإمبراطور البيزنطي (تيئوفيل) أن يشن الغارات على الثغور الإسلامية ليضطر الخليفة إلى سحب جيوشه عنه. وقد استجاب الإمبراطور لمطلبه وزحف على الثغور الجزرية, ولكن بعد أن كان بابك قد وقع في قبضة جيش الخليفة الذي قاده القائد (الافشين). وقد نفذ المعتصم حملته والتقى مع جيش الإمبراطور في معركة جرت في (عمورية) انتهت بهزيمة الروم وأسر الإمبراطور.
وإذا كان من فتح في هذا العصر من دولة بني العباس, فهو فتح صقلية الذي تولاه الأمراء الأغالبة, أمراء إفريقية. ففي سنة 212هـ جهز الأمير زيادة الأول بن إبراهيم بن الأغلب حملة بحرية بقيادة القاضي أسد بن الفرات وقد أقدم الأمير الأغلبي على فتح الجزيرة بتحريض من قائد بيزنطي يدعى (افيمونوس eupheminus). وسارت الحملة بدلالته واستولت على مدينة (مازرة masara), فكانت فاتحة الفتح, واستمرت بعدها الحملات البحرية وفيها سقطت أهم مدن الجزيرة مثل (قصريانه castragiavanni) و (بلرم palerm).
وقد أدى فتح هذه المدينة إلى فتح سائر الجزيرة فافتتحت (سرقوسة siracus) وطبرمين (taormina), ومنها أغاروا على جزيرة مالطة وافتتحوها أيام محمد بن الأغلب سنة 261هـ, وعبروا مضيق مسينا وغزوا قلورية (كالابريا calabria) وهي المنطقة الواقعة في أقصى الجنوب من شبه جزيرة إيطاليا.
العصر العباسي الثاني
السمات التي يتميز بها العصر العباسي الثاني
أولا - تغلب المتغلبين على الخلافة
ثانيا - عزل الوزراء ومصادرتهم
ثالثا - ارتزاق صنائع الوزراء
رابعا - ابتداع الألقاب والكنى
خامسا - مظالم عمال الخراج
سادسا - مصادرة الأموال
سابعا - فساد القضاء
ثامنا - الفتن
تاسعا - الثورات
عاشرا - اقتسام الدول العباسية بين المتغلبين
الحادي عشر - سعي المتغلبين في نقل الخلافة إليهم
الخلفاء العباسيون ( في العصر العباسي الثاني )
المستعين بالله : أحمد بن الأمير محمد بن المعتصم بالله
المعتز بالله : محمد بن المتوكل على الله
المهتدي بالله : أحمد بن الواثق بالله
المعتمد بالله : أحمد ابن المتوكل على الله
المعتضد بالله أحمد بن الأمير طلحة ( الموفق بالله) ابن المتوكل على الله
المكتفي بالله : علي بن المعتضد بالله
المقتدر بالله : جعفر بن المعتضد بالله
القاهر بالله : محمد بن المعتضد بالله
الراضي بالله أحمد بن المقتدر بالله
المتقي بالله : إبراهيم بن المقتدر بالله
المطيع لله الفضل بن المقتدر بالله
الطائع لله عبد الكريم بن المطيع لله
القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله
المقتدي بأمر الله عبد الله بن الأمير محمد بن القائم بأمر الله
المستظهر بالله : أحمد بن المقتدي بأمر الله ( 487 - 512 هـ).
المستكفي بالله
أسباب انهيار الخلافة الإسلامية
يعود انهيار الخلافة الإسلامية إلى عدة أسباب أهمها:
أولا - نظام الخلافة
يقوم نظام الخلافة في الإسلام على قاعدة (الشورى), وقد تقرر هذا المبدأ في القرآن الكريم بقوله تعالى: وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وتأيد هذا المبدأ بقوله تعالى لنبيه: وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ وقد طبقه النبي صلى الله عليه وسلم فكان يشاور أصحابه في الأمور التي ليس فيها حكم من أحكام الله, وبذلك أصبحت (الشورى) مدار الحكم في الإسلام.
ولما انتقلت الخلافة إلى بني أمية بزعامة معاوية بن أبي سفيان تحقق لهم ما كانوا يطمحون إليه وما كانوا يطمعون فيه, فبدلوا نظام الشورى بنظام الإرث.
فأصبح الخليفة يعهد إلى ابنين أو أكثر من أبنائه يتوارثونها واحدا بعد آخر بالترتيب الذي يقرره.
واستقر نظام الخلافة في الدولة الإسلامية بعد ذلك على نظام الإرث وأصبحت البيعة رسما شكليا يقبل عليها الناس, يتقدمهم الأمراء والكبراء والعلماء, وتؤخذ عليهم الأيمان المغلظة مع الحلف بالطلاق والعتاق لكي لا يتحللون منها. وفي العصر العباسي الثاني لم يعد أحد يبالي بالبيعة بعد أن أصبح مصير الخلافة بيد المتغلبين. وقد ترتب على وراثة الخلافة أمران: الصراع من أجل الخلافة وظاهرة الاستبداد والظلم.
1 - الصراع من أجل الخلافة
في البداية ظهر هذا الصراع بين أسرتين: الأسرة الهاشمية والأسرة الأموية. وبعد زوال الدولة الأموية سنة 131 - 132هـ ثار الصراع بين فرعين من الأسرة الهاشمية الأسرة العلوية الطالبية وزعيمها علي بن أبي طالب والأسرة العباسية وزعيمها العباس بن عبد المطلب يجمعهما جد مشترك هو هاشم بن عبد مناف. وقد كانت هذه الأسر الثلاث تقيم حقها في الخلافة, لا على نظام الشورى, بل على نظام الإرث من السلف إلى الخلف, ولكل منها حجته.
واتخذا الهاشميون أسلوب الدعوة السرية في الدعوة لأنفسهم وشاركهم في هذه الدعوة العباسيون, واتخذوا شعارا موحدا هو الدعوة (للرضى من آل محمد), أي لمن يرضى عنه المسلمون من آل محمد وانضم إلى دعوتهم الساخطون على الحكم الأموي ومعهم الموالي من الفرس.
ومن خلال الدعوة السرية تجهزت الحملات العسكرية واندفعت لتلاقي محمد بن مروان آخر خلفاء بني أمية في معركة (الزاب), وفيها خسر محمد بن مروان الحرب وانهارت به الدولة الأموية التي دامت 92 عاما.
وبدأ بعد ذلك صراع جديد بين الأسرتين العلوية والعباسية. فقد تمكن العباسيون من انتزاع النصر فبايعوا عبد الله أبا العباس بن محمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بالخلافة. وتحول التحالف إلى صراع بين العلويين والعباسيين, وقام معه صراع بين العباسيين أنفسهم. فقد عهد الخليفة أبو العباس الذي تلقب بلقب (السفاح) بالخلافة من بعده إلى أخيه أبي جعفر (المنصور) ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى, ولكن أبا جعفر أجبره على التنازل عن ولاية العهد إلى ابنه محمد (المهدي).
واستمر الصراع من أجل الخلافة في العصر العباسي الثاني يثيره المتغلبون.
2 - ظاهرة الاستبداد والظلم
لما انتقل نظام الخلافة من قاعدة الشورى إلى نظام الإرث, وأصبحت البيعة رسما شكليا, تؤخذ بالرغبة أو الرهبة, ادعى الخلفاء أن سلطانهم مستمد من الله, وأنه حق إلهي ممنوح لهم يحكمون الناس بهذا الحق وأن طاعتهم مفروضة على الشعب, لأنها من طاعة الله. وقد أمر الله بطاعتهم في قوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فمن عصاهم عصى الله, ومن أطاعهم أطاع الله, فهم خلفاؤه.
وقد أضحى اسم الخليفة منذ خلافة عبد الملك بن مروان (خليفة الله) وأن ما يفعله الخليفة وما يأمر به, إنما هو من أمر الله وقدره, فلا يسأل. ومن أجل ذلك حاربوا من يقول بأن الإنسان يخلق أفعاله بقدرته وأنه يسأل عنها, لأنهم إنما يفعلون ما يصدر عنهم بأمر الله, فلا يسألون عما يفعلون.
وقد اتبع خلفاء بني العباس هذا النهج في تبرير سلطانهم, وقد عبر عنه أبو جعفر المنصور في خطبة بيعته بقوله: "إنما أنا سلطان الله في أرضه, أسوسكم بتوفيقه وتسديده". وباستمداد الخليفة سلطته من الله, أضحى حقه في الحكم (حقا إلهيا), وسلطانه مطلقا لا رقيب عليه, يتصرف على هواه ويعزو تصرفه إلى قدر الله وتسديده. وقد نشأ عن ذلك انحراف عن خطة الإسلام. فالإسلام لا يسلم بالحكم المطلق, بل يمنح المؤمنين حق الرقابة على أعمال الحاكم وتصرفاته, وهذا الحق مستمد من قوله تعالى: وَالْمُؤْمِنُون َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وتمنح هذه الرقابة الحق في نقض بيعة الحاكم وعزله إذا خرج على حكم من أحكام الله .
وقد ترتب على ممارسة الخليفة سلطانه المطلق نشوب هذا العدد الكبير من الثورات, وكانت ظاهرة احتجاج على الظلم والاستبداد, وقد أنهكت موارد الدولة وأضعفت قوتها.
وكان من مظاهر الاستبداد إكراه الناس على أمر اعتقد الخليفة صوابه وآمن به, كما فعل المأمون حين طلب من الفقهاء أن يؤمنوا معه بأن القرآن مخلوق, فمن لم يستجب له أمر بقطع رزقه, وحبسه, ومنهم من مات في حبسه كما جرى مع أبي مسهر الغساني, شيخ مشايخ الشام .
وقد اشتدت ظاهرة الظلم في العصر العباسي الثاني وتضاعفت مع مضاعفة السلطة بين الخلفاء والمتغلبين. فقد أضيفت إلى وسائل القتل السمل والنفخ والفصد وقطع الأعضاء والحبس في المطامير والتوسيط, والموت عطشا وجوعا والطرح تحت أقدام الفيلة والإلقاء في حظيرة السباع. فكان الخليفة أو القائد المتغلب يختار لمن يقتله الميتة بإحدى هذه الوسائل أو يجمع بينها كما كان يفعل المقتدر والمعتضد, وأصبح القتل عند بعضهم ملهاة, كالقاهر فقد صنع حربة يلهو بها ويرمي بها من يشاء فيقتله.
وقد أدى اشتداد ظاهرة الظلم في العصر العباسي الثاني إلى نشاط التصوف والتفاف العامة حول المتصوفة, يجدون العزاء عندهم والاطمئنان, ويلتمسون في جوارهم الصبر على احتمال الظلم وتعزية النفس بوعيد الله الانتقام لهم, وكان من أشهرهم سري السقطي والجنيد وبنان الزاهد والقشيري وغيرهم.
ثانيا - - تجنيد الموالي
لما تولى المعتصم بن الرشيد الخلافة قضى على الطابع العربي في الجيش, فسرح العرب ومحا اسمهم من ديوان الجند وأحل محلهم جندا من الأتراك, كان يأتي بهم من تركستان أطفالا, ويتولى تربيتهم وتدريبهم على الحرب والقتال, وقد تربى على حبهم في أحضان أمه التركية, وتمكن بهم من القضاء على ثورة بابك الخرمي وبهم انتصر على الروم في وقعة (عمورية), وعظم شأنهم في عهد الخليفة الواثق ومن بعده المتوكل, وارتقى فريق منهم إلى رتبة القادة.
ومن ذلك الوقت أضحى الإسلام في حالة دفاع عن الحدود التي وقفت عندها فتوح الخلفاء الراشدين ومن بعدهم بنو أمية. وقد تحول الجند الموالي إلى جنود مرتزقة, يعتصبون إذا ما تأخرت أرزاقهم ويهددون بالعصيان وقد رتبوا لأنفسهم حقوقا عند نصب الخليفة يعرف برسم البيعة,.
وهكذا حل الجنود المرتزقة من ديلم وفرس محل العرب, وفقدت ساحات الجهاد الساعد القوي وقبضة السيف الصارم, فوقفت الفتوح عند الحدود التي عادت فيها السيوف العربية إلى أغمادها.
رابعا: حياة الترف والسرف
وفي العصر العباسي بلغ السرف غايته عند الخلفاء والأمراء والوزراء وسراة الناس, وتطاولت القصور, واتسعت الدور, تخطر في أبهائها جوار كنس من كل جنس ولون. فيهن الحسان للمتعة وفيهن القيان للغناءوقد حفلت قصور الخلفاء بمجالس الطرب, يرتادها الشعراء ويتبارون بوصف ما يجري فيها من لهو وعبث, فينالون بما تجود به قرائحهم وتنطلق به لهواتهم, الجوائز على أقدارهم. وقد دونت أخبار تلك المجالس وما كان يجري فيها من إسراف باللهو والمجون في دواوين الشعراء وكتب الأدب والأخبار.
خامسا: ضعف الوازع الإيماني
يستفاد مما تقدم أن ضعف الوازع الإيماني قد حاد بالمسلمين عن خطة الإسلام, فالإسلام أقام الإيمان رقيبا على أعمال الإنسان وزوده بدقة الحس في التمييز بين الخير والشر, وبين الفضيلة والرذيلة, وبين العدل والظلم, وجعل النية الحكم في هذا التمييز, وعلى حكمها يحاسب الإنسان. وقد تعصف الأهواء بالإيمان, فيفقد الإحساس بالخير والعدل والفضيلة, ويصدر حكم النية مشوبا بالشر والظلم وبكل ما يخالف الفضيلة.
وقد كان إيمان المسلمين الأولين ناصعا لا تفسده الأهواء, قوي الإحساس بالعدل وبكل مكارم الأخلاق, فقادهم إلى الفتح العظيم, ودخل الناس في دينهم أفواجا لما رأوا من صدق دعوتهم,. وكانوا فيها مثلا يحتذى, فلما ترف أخلافهم بنعماء الدنيا وأسرفوا في الأطيبين منها, تعلقوا بأذيالها, وأقبلوا عليها إقبال عاشق غاب رقيبه.
وتراخت رقابة الإيمان على أعمالهم فحل الظلم محل العدل, فأخفت صوت الحق, وقضى سيف الظلم على صولته, وأضحت القوة هي الحاكم الذي لا يرد والحكم الذي لا ينقض, وبرز الباطل يختال في قصور الخلفاء والأمراء والوزراء والأثرياء, متشحا بكل مظاهر العبث والمجون, فألهاهم عن مصالح الأمة, فشاع الفساد في الحكم والقضاء والإدارة, وقفز إلى مناصب الدولة المنافقون ومنهم من اتخذ الدين سلما للوصول إليها, فساهموا في الإفساد وأعانوا على الظلم, وسادت الفوضى فكانت غنما للصوص والعيارين, وقامت لهم دولة في بغداد يحميها قادة من الجيش لقاء جزية يتقاضونها مما ينهبون.
وعاش عامة الشعب في فقر وخوف, وقهر ومذلة, فضمر ساعده وفقد قدرته على القتال, وخمدت همته, فأضحى في حالة رق فقد فيها قدرته على الإبداع, فأوقفه الزمن عن المسير, وأخذ ينظر إلى الشعوب تتقدمه وهو معقود اللسان ومغلول اليدين, فلا يستطيع حراكا. إلى هذه الحالة آل أمر المسلمين, في جميع الدول التي تشتت فيها دولتهم, لتساوي العلة فيها.
وكأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوقع لهم ما آلوا إليه حين قال: سوف تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟. قال: لا, بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل, ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم, وليقذفن في قلوبكم الوهن, قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.
الخاتمة
وبهذا تناولنا بعض المراحل التي مرت بها الدولة العباسية وكذلك التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الكبيرة في البلاد الإسلامية، فبينما اعتمد الأمويون على دعم القبائل العربية، فإن العباسيين استندوا إلى الدين وقربوا إليهم العلماء والفقهاء، وحققوا المساواة بين العرب والمسلمين الأعاجم (الموالي) الذين صاروا يتولون أعلى المناصب في الدولة، وصار للعناصر التركية والفارسية دور كبير في الجيش.
بلغت الدولة العباسية أوج ازدهارها في عهد الخليفة هارون الرشيد وابنه عبد الله المأمون. ففي عهدهما بلغت بغداد أوج عمرانها وسيطرتها على أجزاء الدولة المترامية من المغرب حتى حدود الصين. كما توغلت الجيوش العباسية في آسيا الصغرى واضطر الإمبراطور البيزنطي لدفع الجزية حتى عن شخصه. كانت خلافة المعتصم (842-847) نقطة تحول أخرى، فقد اعتمد بشكل كبير على العناصر التركية في الجيش، ونقل عاصمة الدولة إلى سامراء.
في نهاية القرن التاسع الميلادي، بدأ الخلفاء العباسيون يفقدون سيطرتهم على البلاد، مع تزايد نفوذ الموالي ونفوذ الولاة وحكام المدن والمناطق. وبدأت الدولة بالانهيار فانفصلت عنها عدة دويلات كالدولة الإخشيدية، والطولونية (مصر) والفاطمية (شمال أفريقيا) والطاهرية (خراسان) والصفارية والزيدية العلوية (بلاد فارس وما وراء النهر). باتت سلطات الخليفة العباسي لا تتعدى حدود بغداد تقريباً، ووصلت إلى نهايتها عندما دخلت جيوش المغول بقيادة هولاكو بغداد، فأحرقتها ودمرتها وقتلت الخليفة المستعصم عام 1258.
الفهرس
المقدمة 2
الخلافة العباسية 3-4
العصر العباسي الأول انتقال الخلافة إلى بني العباس 5
الخلفاء العباسيونفي العصر العباسي الاول 6 - 7
الفتوحات في عهد الدولة العباسية 8
الخلفاء العباسيون ( في العصر العباسي الثاني ) 9
العصر العباسي الثاني ,السمات التي يتميز بها العصر العباسي الثاني 10 - 14
أسباب انهيار الخلافة الإسلامية 15
الخاتمة 16
الفهرس 17
المراجع
1. موقع دمشق أون لاين
[color:6d0e=window****]http://www.damascus-online.com/Arabic/se-a/history/abbasids.ht
2. موقع الاسلام
[color:6d0e=window****]http://www.islamset.com/arabic/aencyclo/malameh/fotohat.html
3. موقع تاريخ الاسلام
[color:6d0e=window****]http://history.al-islam.com/display.asp?f=sub001 06_b.htm