الإنسانيــــــــة
الإنسانية فلسفة تعتبر رد فعل مضاد للفلسفة الجوهرية والبراجماسية.ومجموعتها وهي تتكون من مجموعة عريضة متباينة من الفلاسفة ولكنهم يرتبطون جميعا برفضهم للتفكير العقلاني والتجريبي.ومن المعروف بأن الجوهرية تؤمن بالتفكير العقلاني لمساعدة العقل على كشف الحقائق المطلقة للكون .كما أن البراجماسية تؤمن بالتفكير العقلاني والعلمي لكشف المعرفة. لكن الإنسانية تؤمن بأن الفرد هو مصدر كل الوقائع والحقائق وليست هناك معرفة مطلقة أو نظام ميكانيكي آلي للكون .والواقع هو وجود الفرد نفسه وبتأمله في داخل نفسه وإنسانية الفرد وكرامته.وقيمه على درجة كبيرة من الأهمية وهي مصدر الحقائق للفرد.
ويجب أن يكون لدى الفرد احترام عميق لكل البشر وتفردهم وأصالتهم.وللعلاقات الإنسانية أهمية زائدة لأنها تؤكد قيمة الإنسان وتحمي حقه في اكتشاف حقيقته الذاتية وتعني بالفلسفة الإنسانية بالنسبة للتربية ورجالها التزاما كاملا بحق الفرد في الاختيار سواء أكان معلما أو تلميذا . كما أنها ضرورة توفير البيئة المواتية التي تساعد المربين والتلاميذ على اكتشاف قدراتهم وإمكانياتهم الجسمية والعقلية . وعلى كل المربين أينما كان موقعهم معلمين وإداريين أن يقدموا المساعدة حيثما كانت مطلوبة منهم وحماية حقوق الآخرين في الاكتشاف الذاتي.[1]
مفهوم العلاقات الإنسانــــــــية:-
يشير مفهوم العلاقات الإنسانية إلى حصيلة الصلات والاتصالات التي تحكم علاقة الفرد بغيره من الناس والمؤسسات التي يتعامل معها وفق قوانين المجتمع ومعاييره الاجتماعية وذلك من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة كالأسرة وجماعات الرفاق ومؤسسات المجتمع الأخــرى.
ويرى العلماء أن العلاقات الإنسانية حصيلة الاتصال بين الفرد والمجتمع ففي الجوانب النفسية والاجتماعية التي تعمل على تنظيم علاقة الفرد بالآخرين والمجتمع .وتعمل على ضمان تكيف الفرد وتوازنه ليتمكن من أداء مهامه وأدواره بطريقة منتظمة ومنسجمة مع أنظمة المجتمع وقوانينه المختلفة .[2]
والعلاقات الإنسانية الإيجابية تساعد الفرد على توفير مطالبه الأساسية .في الحياة وإشباع حاجا ته ليصل إلى درجة مقبولة من الرضاء والتوازن فالعلاقات الإنسانية ليست مجرد خبرة واحساس يكتسبه الفرد من خلال الخبرة والممارسة بل أصبحت علما في فن التعامل مع الأفراد والجماعات ورفع روحهم المعنوية لتعزيز نموهم السليم وتكيفهم مع عناصر المجتمع.
ولهذا بدأ العلماء في الحديث عن دور العلاقات الإنسانية في بلورة الإدارة الناجحة والقادرة على الاهتمام بمطالب الإنسان الشخصية والاجتماعية والمهنية وغيرها .[3]ولكنها بالمعنى السلوكي يقصد بها عملية تنشيط واقع الأفراد في موقف معين مع تحقيق توازن بين رضاءهم النفسي وتحقيق الأهداف المرغوبة .ويقصد بها أيضاء الأساليب السلوكية والوسائل والأساليب التي يمكن بها استثارة دافعية الناس وحفزهم على المزيد من العمل المثمر المنتج وتركز العلاقات الإنسانية على الأفراد أكثر من تركيزها على الجوانب الاقتصادية أو المادية وهي ليست مجرد كلمات طيبة أو عبارات جميلة وإنما هي تشير إلى تفهم عميق لقدرات الناس وطاقاتهم وإمكانياتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم واستخدام كل هذه الظروف والعوامل لحفزهم للعمل وتسعى لتحقيق هدف واحد في جو من التفاهم والتعاون والتعاطف والتحاب. [4]
والعلاقات الإنسانية هي السلوك الإداري الذي يقوم على تقدير كل فرد ،وتقدير مواهبه وإمكانياته وخدماته واعتباره قيمة عليا في حد ذاته.والذي يقوم على الاحترام المتبادل بين صاحب العمل والعاملين .وإن أي تفهم صحيح للعلاقات الإنسانية يجب أن يقوم على تفهم دوافع الأفراد إلى العمل.كما يجب أن يقوم أيضا على تفهم الحاجات المختلفة للفرد سواء أكانت حاجات أولية أو ثانوية أو نفسية أو اجتماعية.
ويقوم مفهوم العلاقات الإنسانية على أساس أن الأفراد حيثما كانوا في مواقع العمل يشكلون مجموعة من العلاقات بينهم وبين أنفسهم أو بينهم وبين رؤسائهم والمشرفين عليهم والمتعاملين معهم .
ومن التعريفات السابقة يتبين أن العلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات أو عبارات مجاملة ولكن تفهم لقدرات الأفراد واحترامهم وإذا كان مدير المدرسة والوكلاء والمعلمون الأوائل كممثلين للإدارة المدرسية يعملون بمفردهم دون استشارة وأخذ وجهات نظر بقية المعلمين والتلاميذ. فإن قراراتهم سوف تقابل بالرفض وعدم القبول .وينتج هذا الرفض من جانب التلاميذ لكل قرار تصدره المدرسة .وهنا تبرز ديموقراطية الإدارة في تفهم حاجات البيئة المدرسية على الجميع بمن فيها .والعلاقات الإنسانية في المدرسة من أهم العوامل التي تؤثر تأثيرا بالغا في المدرسة وذلك لأن الفرد حينما يشعر أن هناك من يعمل على راحته ومن يعمل ليوفر له الأمن والطمأنينة النفسية .وهناك من يفكر في مصلحته فإن ذلك يساعده على بذل قصارى جهده في العمل ويرفع من كفاية الإنتاج في المدرسة وهو أيضا رفع المستوى العلمي للتلاميذ في المدرسة.[5]
العلاقات الإنسانـــــــية في الإدارة
لا تختلف القيادة الإدارية التي يتطلبها نجاح عمل المدرسة عن تلك التي يتطلبها نجاح مصنع أو عمل .إذ يعتمد النجاح فيها على نوع العلاقات الإنسانية التي يمارسها مدير المدرسة ولا شك أن بعض الأشخاص يولدون ولديهم المقدرة وحساسية عظيمة للعلاقات الإنسانية .كما أن بعض المديرين يجهلون أهمية التعامل الطيب مع الموظفين ولا يعرفون أن في إمكانهم تحسين قدراتهم في هذه الناحية إذا بذلوا جهدا صادقا لذلك.وهذا يعني أن مدير المدرسة في إدارته أن لا ينحاز إلى آراء أو مذاهب فكرية أو تربوية قد تسيء إلى العمل التربوي لسبب أو لآخر بل ينبغي أن تتصف إدارته بالمرونة دون إفراط وبالتحديد دون إغراق وبالجدية دون تزمت وبالتقدمية دون غرور وهذه من المعايير التي ينبغي أن تتوفر في الإدارة المدرسية حتى تتمكن من تأدية مهمتها بكفاءة ونجاح.[6]
وهناك أمر أساسي تقوم عليه الإدارة الناجحة وهو الإيمان بكرامة الفرد كشخص .وهناك شرط خاص يجب توافره في مدير المدرسة وهي مقدرته على ممارسة العلاقات الإنسانية فهو مسؤول بصفة خاصة عن نمو موظفيه وطلابه ونضجهم.وعلى مدير المدرسة أن يكون دائم الإحساس بضرورة خلق بيئة طيبة وأن يفطن بأنه لن يحصل على نتائج مشجعه لعمله إلا عن طريق تعامله مع الناس وأنه في رفعه لشأنهم رفع لشأنه.كما يجب ألا يغيب عن ذهنه أن نجاح مدرسته يتوقف على نجاح هيئة تدريسية في تأدية أعمالهم ، وأن المدرس هو محور كل تنظيم وأن هدف المدرسة تشجيع تعليم المعلم والطالب.
ومن هنا يتبين لنا أن الإدارة إذا كانت مطلوبة في المصانع والمؤسسات ولها تأثير في إنتاجية العمل .فإن الإدارة التعليمية ممثلة في المدارس والمؤسسات التعليمية بشتى أنواعها لها إدارات متنوعة .فإنها هي بصفة خاصة لا تسير ولا تستطيع الإنجاز ما لم يوجد علاقات تحكم الأفراد ومعايير تضبطهم إلا عن طريق مراعاة اتجاهات الفرد وقيمه وميوله وأهدافه . فالإنسانية بعدها أعمق ولن تتأتي الإنسانية لأولئك المديرون الذين يرون في الإدارة تسلط ويدير الأفراد بطريقة عشوائية وديكتاتورية ولكن توجد العلاقات الإنسانية مع أولئك المديرين الذين تربوا على القيم الإسلامية ومجتمع نظيف واتجاهات طيبة سوف يكون لها المردود في اعمل بصورة أكبر.[7]
المهارات الإنسانيــة في الإدارة المدرسية
تتعلق المهارات الإنسانية بالطريقة التي يستطيع بها رجال الإدارة التعامل بنجاح مع الآخرين، وكيف يجذب الآخرين إليه ويجعلهم يتعاونون معه ويخلصون في العمل ويزيدون من قدرتهم على الإنتاج والعطاء .وتتضمن المهارات الإنسانية مدى كفاءة رجل الإدارة في التعرف على متطلبات العمل مع الناس كأفراد ومجموعات والمهارة الإنسانية الجيدة تجعلك تحترم شخصية الآخرين .وتدفعهم على الحماس في العمل ،وتحقق لهم الرضا والاحترام المتبادل .والمهارات الإنسانية ضرورية في كل المنظمات وعلى كل المستويات إلا أنها تبرز بصورة ملحة بالنسبة للإدارة التعليمية .وعلى سبيل المثال:المقارنة بين مدير في مصنع ومدير في مدرسة،نجد أن علاقة مدير المصنع تقتصر على مجموعتين من الناس مرؤوسيه الذين يخضعون لإشرافه وإدارته.ورؤسائه الذين يحاسبونه ويكون مسؤولا أمامهم.وتكون العلاقة هنا غير متكررة بصورة منظمة أي أنها غالبا غير شخصية .أما في حالة مدير المدرسة فإنه يتعامل مع مجموعة من الناس هم رؤسائه الموظفون الإداريون والمعلمون والتلاميذ والمجتمع ككل.وهذه العلاقات غالبا تتميز بالتقارب والإتصال وهذا يعني بأن المهارات الإنسانية ألزم ما تكون لرجل الإدارة وبالتالي لا بد لمدير المدرسة أن ينمي من مهاراته الإنسانية بزيادة معرفته وبإطلاعه على نتائج البحوث التي تعمل في ميدانها.وهذه من شأنها أن تزيد من وعيه بالظروف الفردية بين الأفراد والتلاميذ لا في الذكاء ولكن في القيم والإتجاهات .ويجب على مدير المدرسة ومدير المنطقة ان ينمي مهاراته الإنسانية الخاصة به وألا يعتمد على غيره في ذلك حتى يستطيع أن يدرك المشاعر والاحاسيس التي تفرضها المواقف وان يفهم ما يعنيه الآخرون بأعمالهم أو بكلماتهم بالتلميح أو التصريح وأن ينمي قدرته على الإتصال الناجح بالآخرين ونقل آفكاره وآرائه إليهم.[8]
ويقصد بالمهارات الإنسانية في الإدارة المدرسية بقدرة المدير على العمل كعضو فعال في الجماعة وقدرته على إقامة علاقات تعاونية داخل الجماعة التي يديرها وبين تلك الجماعة ككل وغيرها من الجماعات وثيقة الصلة بها .ويتميز المديرون المرتفعون في تلك المهارات بالقدرة على فهم أنفسهم وتقبل وجهات نظر وإتجاهات ومعتقدات الآخرين ، وبالتلقائية في التعبير عن أنفسهم .كما يتمتعون بالقدرة على التواصل الإجتماعي الجيد .
وبفضل تلك المهارات يكون بإستطاعتهم إحداث أعلى مستويات التناغم والتفاعل السلمي بين أعضاء الجماعات التي يديرونها.[9]
حركة العلاقات الإنسانيـــــة:-
كان ظهور حركة العلاقات الإنسانية في الثلاثينات رد الفعل لحركة الإدارة العلمية لتايلور التي تجاهلت العامل الإنساني بالنسبة للعاملين ونظرت إليهم نظرة مادية بحتة مجردة من أي إعتبار للعوامل الإنسانية .ووجه كثير من الباحثين والكتاب المهتمين بالنقد لحركة الإدارة العلمية وأولوا اهتماما بأفكار العلماء السلوكيين وكانت أهم شخصية بارزة ومؤثرة في مجال العلاقات الإنسانية هي شخصية إلتون مايو .وبدأ إلتون مايو فيلسوفا إجتماعيا فيما توصل إليه بالنسبة للتحضر الصناعي وذهب بالقول بأن التصنيع والتخصيص قد ترتب عليها تدهور نفسي للفرد وعبر عن قلقه بالنسبة لتجاهل الجانب الإنساني في المجتمعات الصناعية الكبرى في المجتمع التكنولوجي وكان لحركة العلاقات الإنسانية تأثير كبير على ميدان الإدارة والعاملين فيه وجذب اهتمام المديرين والمسؤولين إلى أهمية الجانب الإنساني في العملية الإدارية وبدأ الإهتمام بالروح المعنوية للعاملين ،وهكذا بدأت حركة العلاقات الإنسانية تخضع لكثير من النقد واهتمت المؤسسات الصناعية بالجانب الإنساني للعاملين مما ساهم في زيادة إنتاجهم في العمل بشتى أنواعه.[10]
ولقد بدأ الإهتمام بحركة العلاقات الإنسانية في الإدارة بعد النتائج التي توصل إليها فريق من العلماء يرأسهم إلتون مايو من تجارب هوثورن في شركة الكهرباء الغربية بالولايات المتحدة .فقد حاول الباحثون في هذه التجارب إيجاد العلاقة بين إنتاجية العمال وكثافة الإضافة ووجد كذلك أن الروح المعنوية والإنسجام بين العمال وشعورهم بإهتمام المسؤولين بسبب إجراء التجارب عليهم كانت جميعا من أسباب ارتفاع الإنتاجية .وقد جاءت بعدها دراسة العلاقة بين الإنتاجية وعوامل أخرى مثل:-
الراحة التي تعطى للعمال ورفع الأجور فكانت تشير إلى زيادة الإنتاجية.
وقد نتج عن تجارب مايو إحساس بأهمية المبادئ الإنسانية التي ولدت في 1920 لأول مرة.ولذلك فإن العلاقات الإنسانية في الإدارة قد:-
*أثبتت أن السلوك الإنساني موضوع متشابك معقد فيزداد التعقيد عندما يعمل الإنسان في مجموعات صغيرة.
*أغنت الباحثين فهمهم للسلوك الإنساني وأكدت أهمية الظروف الإجماعية والنفسية في زيادة الإنتاج.
*بينت أثر الجو الإشرافي على سلوك مجموعات العمل.
*بينت أن الأفراد العاملين في وحدة إدارية أو إنتاجية يكونون على اتصال دائم ببعضهم بعض.
*وبالرغم من أن حركة العلاقات الإنسانية قد وضعت حدا كبيرا لما كان يعاني منه المرؤوسون من سوء معاملة وتسلط وإهمال لمشاعرهم واعتبارهم كآلة إلا أن حركة العلاقات الإنسانية ذاتها قد واجهت نقدا شديدا واعتبرت من وجهة نظر أخرى وسيلة لاستغلال الموظفين بالإضافة إلى سوء استغلال المرؤوسين لها على حساب الإنتاج.[11]
أداء الأفـــــــــراد
لا يمكن تجاهل المجهود البشري على الكفاية الإنتاجية للصناعة ،والمقصود بالمجهود البشري الذي يبذله كل من يعمل بالمشروع أي مجهود المنظمين والمديرين والمهنيين والفنيين الخ… والواقع أن كفاية وجودة العنصر البشري في الإنتاج يتوقفان على كل من عامل المقدرة والمعنوية فإذا لم يكن لدى الفرد حافزا على العمل فإن الأداء في الوظيفة سينخفض حتما وبالتالي فإن المقدرة والمعنوية الدافع والحافز يساهمان في ارتفاع أو انخفاض أداء الفرد في الوظيفة.[12]
المقــــــــدرة:-
يتأثر عامل المقدرة بما لدى الفرد من معلومات ومهارة ويتوقفان على ما لدى الفرد من خبرة وتدريب الفرد .وتتوقف المهارة على شخصية وطموح الفرد كما تتوقف على الثقافة والخبرة والتدريب.
المعنوية- الدافع- الحافز:-
كما يتأثر عامل المعنوية بتداخل عوامل الظروف المادية للعمل والظروف الإجتماعية للعمل وحاجات الفرد ببعضها البعض وهذه العوامل لها تأثير كبير على معنوية الافراد لذلك يتوقف أداء الفرد وكفايته الإنتاجية على نوع وعدد القوى التي تعمل على رفع وهدم معنوياته. فقد نادى كثير من العلماء على أهمية الظروف المادية للعمل عل أداء الأفراد فالضوء والحرارة والجو المناسب من العوامل التي لها الأثر في رفع أداء الفرد .والثابت أن الظروف المادية لها تأثير على راحة الفرد ولكن في الوقت الحاضر لا تعتبر خطرة في معنويات الأفراد.أما بالنسبة للحاجات فهو كالآتي(مادية،إجتماعية) فالحاجات المادية ضرورية للإنسان كالهواء والماء والمأكل والملبس ويمكن إشباعها بواسطة العمل والشعور بضمان الإستمرار فيه.وفي المجتمعات المتقدمة يعتبر إشباع الحاجات بصورة معقولة أمرا معروفا أي أن مجرد حصول الفرد على الأجر المرتفع أو الضمان في إستمراره في العمل لا يكفيان لدفع الفرد إلى ترقية سلوكه في العمل وتحسين أدائه في الإنتاج.لأن الفرد يشعر في هذه المجتمعات أن هذان العاملان هما حقه الطبيعي والمضمون في الحياة.أما بالنسبة للحاجات الإجتماعية فهي حاجة الفرد للإنضمام للجماعة والشعور بالعمل الجماعي والصداقة ومساعدته للآخرين ويمكن توفير هذه الحاجات بإتاحة هذه الفرص للفرد لتقوية علاقاته بزملائه في العمل .[13]
وأصدقائه في خارج العمل.وفي المجتمعات المتقدمة إجتماعيا تتهيأ للأفراد إمكانيات وفرص
عديدة لأن يشبع كل فرد حاجاته الإجتماعية داخل وخارج العمل لذلك فإن تدخل الإدارة لن يجدي في زيادة معنويات الفرد لأنها موجودة للفرد ولكن في المجتمعات المتأخرة فالفرد بحاجة إليها لأنها تسهم في دفع معنويات الأفراد .أما بالنسبة للحاجات الذاتية وهي الحاجات التي تشعر الفرد بإرتفاع قيمته وأهميته بين أصدقائه وزملائه،كإثراء معلوماته العامة والإعتماد على النفس وإحترام الآخرين والإعتراف بوجوده وأهمية ما يؤديه من أعمال.وهي ليست لها حدود مثل زيادة الراتب تشبع الحاجات المادية كالمأكل والملبس ولكن تشبع الحاجات الذاتية كالشعور بإعتراف المجتمع بأهمية وإرتفاع مركزه الإجتماعي واعتماده على نفسه وبالمثل يشبع السكن حاجة مادية وأيضا حاجة ذاتية لشعوره بالإنتماء إلى أرقى طبقات المجتمع.[14]
والعديد من المسؤولين لا يلاحظون أن النشاط المتزايد لبعض الشركاء يخفي سلوكا مريضا :كالرغبة في الهروب من الحياة العائلية ،حب السيطرة،أو الشعور بالذنب وكثير من أرباب العمل ينسى أن العلاقة بين الرئيس والمرؤوس شاء أم أبى علاقة سلطة وبالتالي محكومة بالإرهاق وبالتالي الإحترام للعاملين ضروري ولا بد من احترام الحوافز ولا بد من تقبل فكرة أن هذه الحوافز يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر ولا بد أن توفر الفرد جميع الحاجات الإجتماعية والذاتية والحاجات المادية بجميع أنواعها .[15]
ومن هذا نستنتج أن أي فرد في العالم لا يمكن التقدم والإنجاز في مجال عمله إلا إذا توافرت له جميع الظروف المواتية له كالبيئة المناسبة والمناخ الطيب والحوافز المعنوية والمادية والشعور بالرضا من قبل أرباب المهن والمسؤولون .ونحن في الميدان المدرسي والإداري بحاجة إلى أن يحس الفرد بأنه له قيمة داخل مجتمعه المدرسي ومحترم ومقدر عمله بشكل يسمح له بالإنجاز والمزيد من الإنتاج .أما إذا وجد من الشخص الذي يعمل وينجز ولا يجد هذه الظروف والعوامل التي تساعده على الإنتاج سوف تنهار المعنويات التي هي أساس الإنتاج والمحرك للعمل.[16]
الإشراف التربوي والعلاقات الإنسانية
لقد تنوعت وتعددت تعريفات الإشراف التربوي عبر تاريخ التربية .فلقد عرف البعض الإشراف التربوي بأنه يهتم بالتدريس في المقام الأول أكثر من التلاميذ.وهو من أهم الوظائف المدرسية الأساسية والبعض عرفه بأنه متابعة وتحسين وتقويم العملية التعليمية وتطوير جميع ما يتعلق بها من خطط ومنهج ومدرس وإداري وكتاب مدرسي ووسيلة تعليمية ونشاط لتحقيق النمو المستمر للمدرس والطالب وكل ذي علاقة بالمدرسة.[17]
…………… ومفهوم الإشراف التربوي يختلف عن مفهوم الإدارة المدرسية إذ تعرف على أنها نظام ذو أهداف يتم تحقيقها بالتخطيط السليم للعمل والتنظيم وحسن التوزيع والتنسيق والمتابعة والتوجيه والتنفيذ . ثم تقويم الأداء إلى جانب إستخدام الحوافز لإثارة الدوافع وجعل مسئوليات التنظيم متكاملة ومتفاعلة في إطار جماعي تسوده روح المحبة والتعاون ويتسم بعلاقات إنسانية .[18]
وترجع حركة العلاقات الإنسانية إلى ألتون مايو الذي كشف عن أهمية المبادىء الإنسانية والمعنويات والعمل بروح الفريق في إنجاز العاملين وقد تأثرت الإدارة التربوية والإشراف التربوي بهذا الإتجاه ،وأصبحت النظرة متركزة على إيجاد علاقات إنسانية إيجابية بين المشرفين التربويين والمعلمين تعزز ثقتهم بأنفسهم وتثير دافعيتهم وتزيد من تحصيل طلابهم .كما أكد هذا الإتجاه على ضرورة كسر الحواجز بين المشرفين والمعلمين واعتبار الإحترام والثقة والمودة الجسر المتواصل بينهما ،ولكن ما يخشى هنا هو إحتمالية المغالاة في هذا الإتجاه بحيث يطغى ذلك على أهداف المؤسسة التعليمية الأولى أي اعتبار المشرف العلاقات الإنسانية هي الهدف الأول لعمله .على أن كلا الإتجاهين على الرغم مما له من مزايا لم تخل من العيوب .والحكمة تكمن في انتهاج المناسب في الوقت المناسب.[19]
الخلاصــــــــــــــــة
من خلال بحثي المتواضع يتبين لنا أن المؤسسة التربوية في أي مكان في العالم لا يمكن أن تسير في الطريق الصحيح بدون علاقة إنسانية تحكم الأفراد لأن من خلالها تحصد النتائج المثمرة.ونحن بصفتنا مدراء مدارس لا نستطيع أن نمسك بزمام الأمور ما لم تكن هناك ديموقراطية في إدارتنا . وعند كلمة ديموقراطية تقف عندها .لأن من يتوج هذا المفهوم في حسن التعامل مع الأفراد وفي المقدمة المعلمون المربون للتلاميذ محور العملية التعليمية والإنسانية فيما معناها ليست الطيبة في التعامل بقدر ما لها من مفهوم أعمق من ذلك بكثير تأتي في مقدمتها العمل بروح الفريق ، تبادل الآراء، الإستفادة من الخبرات ، الحوافز والمكآفات، رفع المعنويات ، الثناء، العرفان بالجميل، عدم التجاهل، المشاركة في اتخاذ القرارات وبعض الأمور المهمة.
ونحن في مدارسنا نتجاهل بعضها متناسين أهمية العلاقات الإنسانية الطيبة في كسب المعلمون والتلاميذ وذلك بحجة ظروف العمل الكثيرة المثقلة على كاهلنا .وحقيقة أن الإنسانية توجد لدى أولئك القادة الذين تربوا على قيم واتجاهات دينية في المقام الأول وأطلعوا على نتائج البحوث والدراسات في هذا الميدان .
الخــــــــــــاتمة
الحمد لله الذي وفقني في إتمام هذا البحث الذي يحمل في طياته موضوعا في غاية الأهمية وهو ( العلاقات الإنسانية في تعاملات الإدارة المدرسية) وهذا الموضوع كما تعلمون شائك وجدير بالاهتمام من الناحيتين الإدارية والتربوية في العملية . لأنه من المواضيع الحساسة التي تبني على أساسها مؤسسات تربوية ناجحة. ولن يتأتى لها ذلك إلا في ضوء علاقات طيبة متوازنة بين أطراف العملية التعليمية فما هذا البحث إلا خلاصة لعناصر هامة تبني على أساسها العلاقات الإنسانية الناجحة في الميدان التربوي وفي الحقل التعليمي . آملين أن يكون هذا البحث قد وجد مكانا واستحسانا ووقعا خاص في النفس الإنسانية الرحبة.
قائمة المصادر والمراجع.
1) أحمد إبراهيم أحمد :- الإدارة التربوية والأشراف الفني بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1990م
2) أحمد إبراهيم أحمد : نحو تطوير الإدارة المدرسية: دراسات نظرية وميدانية ، ( د . م ) ، دار المطبوعات الجديدة ، 1985م
3) أسامة سعد أبو سريع / مشغل تنمية مهارات الأشراف والقيادة : المهارات السلوكية القيادية للمشرف الفعال ، مسقط ، دائرة التدريب ولتأهيل ، 1997م
4) الحسن محمد المغيدي : اتجاهات التربية وتحديات المستقبل بالمؤتمر التربوي الأول ، ( د . م ) ، جامعة السلطان قابوس ، 1997م.
5) جيمس هارولد فوكس ، تشارلز إدوارد ، رالف وندسور رافنز ، ترجمة وهيب إبراهيم سمعان ، القاهر ، مكتبة النهضة المصرية 1983م.
6) دائرة التوثيق التربوي معلومات تربوية ، مسقط وزارة التربية والتعليم 1999م.
7) روبير بايين : الموجه : الدليل العلمي للقيادات الإدارية بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 1992م.
عادل حسن : إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية ، الإسكندرية ، مؤسسة شباب الجامعة ، 1998م.
9) مبارك بن علي الحجري : ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد : ورقة تفعيل أداء مدير المدرسة ، ( د . م ) دائرة الأشراف التربوي ، 2000م.
10) محمد رضا البغدادي : ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد ورقة العلاقات الإنسانية ودورها في تطوير الأداء ( د . م ) ، دائرة الأشراف التربوي ، 2000م.
11) محمد منير مرسي : الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1996م
12) محمد منير مرسي : الإدارة المدرسية الحديثة ، القاهرة ، عالم الكتب ،1995م.
13) محمود أحمد المساد : الأشراف التربوي الحديث : دافع وطموح ، عمان ، دار الأمل ، 1986م.
14) يعقوب نشوان : الإدارة والأشراف التربوي : بين النظرية والتطبيق ، عمان ، دار الفرقان ، 1986م0
--------------------------------------------------------------------------------
[1] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص264-265
[2] -دائرة التوثيق التربوي:معلومات تربوية،مسقط:وزارة التربية والتعليم ،1999،ص52-53
[3] -محمد رضا البغدادي:ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد:ورقة العلاقات الإنسانية ودورها في تطوير الأداء،(د.م):دائرة الإشراف التربوي،2000م،ص302
[4] -محمد منير مرسي:الإدارة التعليمية :أصولها وتطبيقاتها،القاهرة :عالم الكتب ،1996،117،119
[5] -أحمد ابراهيم احمد:الإدارة التربوية والإشراف الفني بين النظرية والتطبيق،القاهرة:دار الفكر العربي،1990،ص39،41
[6] -جيمس هارولد فوكس ؛ وآخرون:الإدارة المدرسية:مبادئها وعملياتها؛ترجمة .وهيب ابراهيم سمعان،القاهرة:مكتبة النهضة الحديثة،1983،ص110، 111
[7] -أحمد ابراهيم أحمد:نحو تطوير الإدارة المدرسية :دراسات نظرية وميدانية،(د.م):دار المطبوعات الجديدة،1985،ص12
[8] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص88،89
[9] -أسامة سعد أبو سريع:مشغل تنمية مهارات الإشراف والقيادة:المهارات السلوكية القيادية للمشرف الفعال،مسقط:دائرة التدريب والتأهيل،1997،ص8
[10] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص23،24
[11] --يعقوب نشوان:الإدارة والإشراف التربوي بين النظرية والتطبيق،عمان:دار الفرقان،1986،17،19
[12] -عادل حسن:إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية،الإسكندرية:مؤسسة شباب الجامعة،1998،ص26،29
[13] -نفس المرجع السابق.
[14] -عادل حسن:إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية ،الإسكندرية:مؤسسة شباب الجامعة،1998،ص30،31
[15] -روبيير بابين:الموجه الدليل العلمي للقيادات الإدارية ،بيروت:المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،1992،ص36،37
[16] -بتصرف نفس المرجع السابق،صـــ36،37
[17] -الحسن محمد المغيدي:اتجاهات التربية وتحديات المستقبل : المؤتمر التربوي الأول ،(د.م):جامعة السلطان قابوس،1997،ص5
[18] -مبارك علي الحجري:ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد:ورقة تفعيل أداء مدير المدرسة ،(د.م):دائرة الإشراف التربوي،2000م،ص2
[19] -محمود أحمد المساد:الإشراف التربوي الحديث:واقع وطموح،الأردن:دار الأمل،1986،ص15،16
الإنسانية فلسفة تعتبر رد فعل مضاد للفلسفة الجوهرية والبراجماسية.ومجموعتها وهي تتكون من مجموعة عريضة متباينة من الفلاسفة ولكنهم يرتبطون جميعا برفضهم للتفكير العقلاني والتجريبي.ومن المعروف بأن الجوهرية تؤمن بالتفكير العقلاني لمساعدة العقل على كشف الحقائق المطلقة للكون .كما أن البراجماسية تؤمن بالتفكير العقلاني والعلمي لكشف المعرفة. لكن الإنسانية تؤمن بأن الفرد هو مصدر كل الوقائع والحقائق وليست هناك معرفة مطلقة أو نظام ميكانيكي آلي للكون .والواقع هو وجود الفرد نفسه وبتأمله في داخل نفسه وإنسانية الفرد وكرامته.وقيمه على درجة كبيرة من الأهمية وهي مصدر الحقائق للفرد.
ويجب أن يكون لدى الفرد احترام عميق لكل البشر وتفردهم وأصالتهم.وللعلاقات الإنسانية أهمية زائدة لأنها تؤكد قيمة الإنسان وتحمي حقه في اكتشاف حقيقته الذاتية وتعني بالفلسفة الإنسانية بالنسبة للتربية ورجالها التزاما كاملا بحق الفرد في الاختيار سواء أكان معلما أو تلميذا . كما أنها ضرورة توفير البيئة المواتية التي تساعد المربين والتلاميذ على اكتشاف قدراتهم وإمكانياتهم الجسمية والعقلية . وعلى كل المربين أينما كان موقعهم معلمين وإداريين أن يقدموا المساعدة حيثما كانت مطلوبة منهم وحماية حقوق الآخرين في الاكتشاف الذاتي.[1]
مفهوم العلاقات الإنسانــــــــية:-
يشير مفهوم العلاقات الإنسانية إلى حصيلة الصلات والاتصالات التي تحكم علاقة الفرد بغيره من الناس والمؤسسات التي يتعامل معها وفق قوانين المجتمع ومعاييره الاجتماعية وذلك من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة كالأسرة وجماعات الرفاق ومؤسسات المجتمع الأخــرى.
ويرى العلماء أن العلاقات الإنسانية حصيلة الاتصال بين الفرد والمجتمع ففي الجوانب النفسية والاجتماعية التي تعمل على تنظيم علاقة الفرد بالآخرين والمجتمع .وتعمل على ضمان تكيف الفرد وتوازنه ليتمكن من أداء مهامه وأدواره بطريقة منتظمة ومنسجمة مع أنظمة المجتمع وقوانينه المختلفة .[2]
والعلاقات الإنسانية الإيجابية تساعد الفرد على توفير مطالبه الأساسية .في الحياة وإشباع حاجا ته ليصل إلى درجة مقبولة من الرضاء والتوازن فالعلاقات الإنسانية ليست مجرد خبرة واحساس يكتسبه الفرد من خلال الخبرة والممارسة بل أصبحت علما في فن التعامل مع الأفراد والجماعات ورفع روحهم المعنوية لتعزيز نموهم السليم وتكيفهم مع عناصر المجتمع.
ولهذا بدأ العلماء في الحديث عن دور العلاقات الإنسانية في بلورة الإدارة الناجحة والقادرة على الاهتمام بمطالب الإنسان الشخصية والاجتماعية والمهنية وغيرها .[3]ولكنها بالمعنى السلوكي يقصد بها عملية تنشيط واقع الأفراد في موقف معين مع تحقيق توازن بين رضاءهم النفسي وتحقيق الأهداف المرغوبة .ويقصد بها أيضاء الأساليب السلوكية والوسائل والأساليب التي يمكن بها استثارة دافعية الناس وحفزهم على المزيد من العمل المثمر المنتج وتركز العلاقات الإنسانية على الأفراد أكثر من تركيزها على الجوانب الاقتصادية أو المادية وهي ليست مجرد كلمات طيبة أو عبارات جميلة وإنما هي تشير إلى تفهم عميق لقدرات الناس وطاقاتهم وإمكانياتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم واستخدام كل هذه الظروف والعوامل لحفزهم للعمل وتسعى لتحقيق هدف واحد في جو من التفاهم والتعاون والتعاطف والتحاب. [4]
والعلاقات الإنسانية هي السلوك الإداري الذي يقوم على تقدير كل فرد ،وتقدير مواهبه وإمكانياته وخدماته واعتباره قيمة عليا في حد ذاته.والذي يقوم على الاحترام المتبادل بين صاحب العمل والعاملين .وإن أي تفهم صحيح للعلاقات الإنسانية يجب أن يقوم على تفهم دوافع الأفراد إلى العمل.كما يجب أن يقوم أيضا على تفهم الحاجات المختلفة للفرد سواء أكانت حاجات أولية أو ثانوية أو نفسية أو اجتماعية.
ويقوم مفهوم العلاقات الإنسانية على أساس أن الأفراد حيثما كانوا في مواقع العمل يشكلون مجموعة من العلاقات بينهم وبين أنفسهم أو بينهم وبين رؤسائهم والمشرفين عليهم والمتعاملين معهم .
ومن التعريفات السابقة يتبين أن العلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات أو عبارات مجاملة ولكن تفهم لقدرات الأفراد واحترامهم وإذا كان مدير المدرسة والوكلاء والمعلمون الأوائل كممثلين للإدارة المدرسية يعملون بمفردهم دون استشارة وأخذ وجهات نظر بقية المعلمين والتلاميذ. فإن قراراتهم سوف تقابل بالرفض وعدم القبول .وينتج هذا الرفض من جانب التلاميذ لكل قرار تصدره المدرسة .وهنا تبرز ديموقراطية الإدارة في تفهم حاجات البيئة المدرسية على الجميع بمن فيها .والعلاقات الإنسانية في المدرسة من أهم العوامل التي تؤثر تأثيرا بالغا في المدرسة وذلك لأن الفرد حينما يشعر أن هناك من يعمل على راحته ومن يعمل ليوفر له الأمن والطمأنينة النفسية .وهناك من يفكر في مصلحته فإن ذلك يساعده على بذل قصارى جهده في العمل ويرفع من كفاية الإنتاج في المدرسة وهو أيضا رفع المستوى العلمي للتلاميذ في المدرسة.[5]
العلاقات الإنسانـــــــية في الإدارة
لا تختلف القيادة الإدارية التي يتطلبها نجاح عمل المدرسة عن تلك التي يتطلبها نجاح مصنع أو عمل .إذ يعتمد النجاح فيها على نوع العلاقات الإنسانية التي يمارسها مدير المدرسة ولا شك أن بعض الأشخاص يولدون ولديهم المقدرة وحساسية عظيمة للعلاقات الإنسانية .كما أن بعض المديرين يجهلون أهمية التعامل الطيب مع الموظفين ولا يعرفون أن في إمكانهم تحسين قدراتهم في هذه الناحية إذا بذلوا جهدا صادقا لذلك.وهذا يعني أن مدير المدرسة في إدارته أن لا ينحاز إلى آراء أو مذاهب فكرية أو تربوية قد تسيء إلى العمل التربوي لسبب أو لآخر بل ينبغي أن تتصف إدارته بالمرونة دون إفراط وبالتحديد دون إغراق وبالجدية دون تزمت وبالتقدمية دون غرور وهذه من المعايير التي ينبغي أن تتوفر في الإدارة المدرسية حتى تتمكن من تأدية مهمتها بكفاءة ونجاح.[6]
وهناك أمر أساسي تقوم عليه الإدارة الناجحة وهو الإيمان بكرامة الفرد كشخص .وهناك شرط خاص يجب توافره في مدير المدرسة وهي مقدرته على ممارسة العلاقات الإنسانية فهو مسؤول بصفة خاصة عن نمو موظفيه وطلابه ونضجهم.وعلى مدير المدرسة أن يكون دائم الإحساس بضرورة خلق بيئة طيبة وأن يفطن بأنه لن يحصل على نتائج مشجعه لعمله إلا عن طريق تعامله مع الناس وأنه في رفعه لشأنهم رفع لشأنه.كما يجب ألا يغيب عن ذهنه أن نجاح مدرسته يتوقف على نجاح هيئة تدريسية في تأدية أعمالهم ، وأن المدرس هو محور كل تنظيم وأن هدف المدرسة تشجيع تعليم المعلم والطالب.
ومن هنا يتبين لنا أن الإدارة إذا كانت مطلوبة في المصانع والمؤسسات ولها تأثير في إنتاجية العمل .فإن الإدارة التعليمية ممثلة في المدارس والمؤسسات التعليمية بشتى أنواعها لها إدارات متنوعة .فإنها هي بصفة خاصة لا تسير ولا تستطيع الإنجاز ما لم يوجد علاقات تحكم الأفراد ومعايير تضبطهم إلا عن طريق مراعاة اتجاهات الفرد وقيمه وميوله وأهدافه . فالإنسانية بعدها أعمق ولن تتأتي الإنسانية لأولئك المديرون الذين يرون في الإدارة تسلط ويدير الأفراد بطريقة عشوائية وديكتاتورية ولكن توجد العلاقات الإنسانية مع أولئك المديرين الذين تربوا على القيم الإسلامية ومجتمع نظيف واتجاهات طيبة سوف يكون لها المردود في اعمل بصورة أكبر.[7]
المهارات الإنسانيــة في الإدارة المدرسية
تتعلق المهارات الإنسانية بالطريقة التي يستطيع بها رجال الإدارة التعامل بنجاح مع الآخرين، وكيف يجذب الآخرين إليه ويجعلهم يتعاونون معه ويخلصون في العمل ويزيدون من قدرتهم على الإنتاج والعطاء .وتتضمن المهارات الإنسانية مدى كفاءة رجل الإدارة في التعرف على متطلبات العمل مع الناس كأفراد ومجموعات والمهارة الإنسانية الجيدة تجعلك تحترم شخصية الآخرين .وتدفعهم على الحماس في العمل ،وتحقق لهم الرضا والاحترام المتبادل .والمهارات الإنسانية ضرورية في كل المنظمات وعلى كل المستويات إلا أنها تبرز بصورة ملحة بالنسبة للإدارة التعليمية .وعلى سبيل المثال:المقارنة بين مدير في مصنع ومدير في مدرسة،نجد أن علاقة مدير المصنع تقتصر على مجموعتين من الناس مرؤوسيه الذين يخضعون لإشرافه وإدارته.ورؤسائه الذين يحاسبونه ويكون مسؤولا أمامهم.وتكون العلاقة هنا غير متكررة بصورة منظمة أي أنها غالبا غير شخصية .أما في حالة مدير المدرسة فإنه يتعامل مع مجموعة من الناس هم رؤسائه الموظفون الإداريون والمعلمون والتلاميذ والمجتمع ككل.وهذه العلاقات غالبا تتميز بالتقارب والإتصال وهذا يعني بأن المهارات الإنسانية ألزم ما تكون لرجل الإدارة وبالتالي لا بد لمدير المدرسة أن ينمي من مهاراته الإنسانية بزيادة معرفته وبإطلاعه على نتائج البحوث التي تعمل في ميدانها.وهذه من شأنها أن تزيد من وعيه بالظروف الفردية بين الأفراد والتلاميذ لا في الذكاء ولكن في القيم والإتجاهات .ويجب على مدير المدرسة ومدير المنطقة ان ينمي مهاراته الإنسانية الخاصة به وألا يعتمد على غيره في ذلك حتى يستطيع أن يدرك المشاعر والاحاسيس التي تفرضها المواقف وان يفهم ما يعنيه الآخرون بأعمالهم أو بكلماتهم بالتلميح أو التصريح وأن ينمي قدرته على الإتصال الناجح بالآخرين ونقل آفكاره وآرائه إليهم.[8]
ويقصد بالمهارات الإنسانية في الإدارة المدرسية بقدرة المدير على العمل كعضو فعال في الجماعة وقدرته على إقامة علاقات تعاونية داخل الجماعة التي يديرها وبين تلك الجماعة ككل وغيرها من الجماعات وثيقة الصلة بها .ويتميز المديرون المرتفعون في تلك المهارات بالقدرة على فهم أنفسهم وتقبل وجهات نظر وإتجاهات ومعتقدات الآخرين ، وبالتلقائية في التعبير عن أنفسهم .كما يتمتعون بالقدرة على التواصل الإجتماعي الجيد .
وبفضل تلك المهارات يكون بإستطاعتهم إحداث أعلى مستويات التناغم والتفاعل السلمي بين أعضاء الجماعات التي يديرونها.[9]
حركة العلاقات الإنسانيـــــة:-
كان ظهور حركة العلاقات الإنسانية في الثلاثينات رد الفعل لحركة الإدارة العلمية لتايلور التي تجاهلت العامل الإنساني بالنسبة للعاملين ونظرت إليهم نظرة مادية بحتة مجردة من أي إعتبار للعوامل الإنسانية .ووجه كثير من الباحثين والكتاب المهتمين بالنقد لحركة الإدارة العلمية وأولوا اهتماما بأفكار العلماء السلوكيين وكانت أهم شخصية بارزة ومؤثرة في مجال العلاقات الإنسانية هي شخصية إلتون مايو .وبدأ إلتون مايو فيلسوفا إجتماعيا فيما توصل إليه بالنسبة للتحضر الصناعي وذهب بالقول بأن التصنيع والتخصيص قد ترتب عليها تدهور نفسي للفرد وعبر عن قلقه بالنسبة لتجاهل الجانب الإنساني في المجتمعات الصناعية الكبرى في المجتمع التكنولوجي وكان لحركة العلاقات الإنسانية تأثير كبير على ميدان الإدارة والعاملين فيه وجذب اهتمام المديرين والمسؤولين إلى أهمية الجانب الإنساني في العملية الإدارية وبدأ الإهتمام بالروح المعنوية للعاملين ،وهكذا بدأت حركة العلاقات الإنسانية تخضع لكثير من النقد واهتمت المؤسسات الصناعية بالجانب الإنساني للعاملين مما ساهم في زيادة إنتاجهم في العمل بشتى أنواعه.[10]
ولقد بدأ الإهتمام بحركة العلاقات الإنسانية في الإدارة بعد النتائج التي توصل إليها فريق من العلماء يرأسهم إلتون مايو من تجارب هوثورن في شركة الكهرباء الغربية بالولايات المتحدة .فقد حاول الباحثون في هذه التجارب إيجاد العلاقة بين إنتاجية العمال وكثافة الإضافة ووجد كذلك أن الروح المعنوية والإنسجام بين العمال وشعورهم بإهتمام المسؤولين بسبب إجراء التجارب عليهم كانت جميعا من أسباب ارتفاع الإنتاجية .وقد جاءت بعدها دراسة العلاقة بين الإنتاجية وعوامل أخرى مثل:-
الراحة التي تعطى للعمال ورفع الأجور فكانت تشير إلى زيادة الإنتاجية.
وقد نتج عن تجارب مايو إحساس بأهمية المبادئ الإنسانية التي ولدت في 1920 لأول مرة.ولذلك فإن العلاقات الإنسانية في الإدارة قد:-
*أثبتت أن السلوك الإنساني موضوع متشابك معقد فيزداد التعقيد عندما يعمل الإنسان في مجموعات صغيرة.
*أغنت الباحثين فهمهم للسلوك الإنساني وأكدت أهمية الظروف الإجماعية والنفسية في زيادة الإنتاج.
*بينت أثر الجو الإشرافي على سلوك مجموعات العمل.
*بينت أن الأفراد العاملين في وحدة إدارية أو إنتاجية يكونون على اتصال دائم ببعضهم بعض.
*وبالرغم من أن حركة العلاقات الإنسانية قد وضعت حدا كبيرا لما كان يعاني منه المرؤوسون من سوء معاملة وتسلط وإهمال لمشاعرهم واعتبارهم كآلة إلا أن حركة العلاقات الإنسانية ذاتها قد واجهت نقدا شديدا واعتبرت من وجهة نظر أخرى وسيلة لاستغلال الموظفين بالإضافة إلى سوء استغلال المرؤوسين لها على حساب الإنتاج.[11]
أداء الأفـــــــــراد
لا يمكن تجاهل المجهود البشري على الكفاية الإنتاجية للصناعة ،والمقصود بالمجهود البشري الذي يبذله كل من يعمل بالمشروع أي مجهود المنظمين والمديرين والمهنيين والفنيين الخ… والواقع أن كفاية وجودة العنصر البشري في الإنتاج يتوقفان على كل من عامل المقدرة والمعنوية فإذا لم يكن لدى الفرد حافزا على العمل فإن الأداء في الوظيفة سينخفض حتما وبالتالي فإن المقدرة والمعنوية الدافع والحافز يساهمان في ارتفاع أو انخفاض أداء الفرد في الوظيفة.[12]
المقــــــــدرة:-
يتأثر عامل المقدرة بما لدى الفرد من معلومات ومهارة ويتوقفان على ما لدى الفرد من خبرة وتدريب الفرد .وتتوقف المهارة على شخصية وطموح الفرد كما تتوقف على الثقافة والخبرة والتدريب.
المعنوية- الدافع- الحافز:-
كما يتأثر عامل المعنوية بتداخل عوامل الظروف المادية للعمل والظروف الإجتماعية للعمل وحاجات الفرد ببعضها البعض وهذه العوامل لها تأثير كبير على معنوية الافراد لذلك يتوقف أداء الفرد وكفايته الإنتاجية على نوع وعدد القوى التي تعمل على رفع وهدم معنوياته. فقد نادى كثير من العلماء على أهمية الظروف المادية للعمل عل أداء الأفراد فالضوء والحرارة والجو المناسب من العوامل التي لها الأثر في رفع أداء الفرد .والثابت أن الظروف المادية لها تأثير على راحة الفرد ولكن في الوقت الحاضر لا تعتبر خطرة في معنويات الأفراد.أما بالنسبة للحاجات فهو كالآتي(مادية،إجتماعية) فالحاجات المادية ضرورية للإنسان كالهواء والماء والمأكل والملبس ويمكن إشباعها بواسطة العمل والشعور بضمان الإستمرار فيه.وفي المجتمعات المتقدمة يعتبر إشباع الحاجات بصورة معقولة أمرا معروفا أي أن مجرد حصول الفرد على الأجر المرتفع أو الضمان في إستمراره في العمل لا يكفيان لدفع الفرد إلى ترقية سلوكه في العمل وتحسين أدائه في الإنتاج.لأن الفرد يشعر في هذه المجتمعات أن هذان العاملان هما حقه الطبيعي والمضمون في الحياة.أما بالنسبة للحاجات الإجتماعية فهي حاجة الفرد للإنضمام للجماعة والشعور بالعمل الجماعي والصداقة ومساعدته للآخرين ويمكن توفير هذه الحاجات بإتاحة هذه الفرص للفرد لتقوية علاقاته بزملائه في العمل .[13]
وأصدقائه في خارج العمل.وفي المجتمعات المتقدمة إجتماعيا تتهيأ للأفراد إمكانيات وفرص
عديدة لأن يشبع كل فرد حاجاته الإجتماعية داخل وخارج العمل لذلك فإن تدخل الإدارة لن يجدي في زيادة معنويات الفرد لأنها موجودة للفرد ولكن في المجتمعات المتأخرة فالفرد بحاجة إليها لأنها تسهم في دفع معنويات الأفراد .أما بالنسبة للحاجات الذاتية وهي الحاجات التي تشعر الفرد بإرتفاع قيمته وأهميته بين أصدقائه وزملائه،كإثراء معلوماته العامة والإعتماد على النفس وإحترام الآخرين والإعتراف بوجوده وأهمية ما يؤديه من أعمال.وهي ليست لها حدود مثل زيادة الراتب تشبع الحاجات المادية كالمأكل والملبس ولكن تشبع الحاجات الذاتية كالشعور بإعتراف المجتمع بأهمية وإرتفاع مركزه الإجتماعي واعتماده على نفسه وبالمثل يشبع السكن حاجة مادية وأيضا حاجة ذاتية لشعوره بالإنتماء إلى أرقى طبقات المجتمع.[14]
والعديد من المسؤولين لا يلاحظون أن النشاط المتزايد لبعض الشركاء يخفي سلوكا مريضا :كالرغبة في الهروب من الحياة العائلية ،حب السيطرة،أو الشعور بالذنب وكثير من أرباب العمل ينسى أن العلاقة بين الرئيس والمرؤوس شاء أم أبى علاقة سلطة وبالتالي محكومة بالإرهاق وبالتالي الإحترام للعاملين ضروري ولا بد من احترام الحوافز ولا بد من تقبل فكرة أن هذه الحوافز يمكن أن تختلف من شخص إلى آخر ولا بد أن توفر الفرد جميع الحاجات الإجتماعية والذاتية والحاجات المادية بجميع أنواعها .[15]
ومن هذا نستنتج أن أي فرد في العالم لا يمكن التقدم والإنجاز في مجال عمله إلا إذا توافرت له جميع الظروف المواتية له كالبيئة المناسبة والمناخ الطيب والحوافز المعنوية والمادية والشعور بالرضا من قبل أرباب المهن والمسؤولون .ونحن في الميدان المدرسي والإداري بحاجة إلى أن يحس الفرد بأنه له قيمة داخل مجتمعه المدرسي ومحترم ومقدر عمله بشكل يسمح له بالإنجاز والمزيد من الإنتاج .أما إذا وجد من الشخص الذي يعمل وينجز ولا يجد هذه الظروف والعوامل التي تساعده على الإنتاج سوف تنهار المعنويات التي هي أساس الإنتاج والمحرك للعمل.[16]
الإشراف التربوي والعلاقات الإنسانية
لقد تنوعت وتعددت تعريفات الإشراف التربوي عبر تاريخ التربية .فلقد عرف البعض الإشراف التربوي بأنه يهتم بالتدريس في المقام الأول أكثر من التلاميذ.وهو من أهم الوظائف المدرسية الأساسية والبعض عرفه بأنه متابعة وتحسين وتقويم العملية التعليمية وتطوير جميع ما يتعلق بها من خطط ومنهج ومدرس وإداري وكتاب مدرسي ووسيلة تعليمية ونشاط لتحقيق النمو المستمر للمدرس والطالب وكل ذي علاقة بالمدرسة.[17]
…………… ومفهوم الإشراف التربوي يختلف عن مفهوم الإدارة المدرسية إذ تعرف على أنها نظام ذو أهداف يتم تحقيقها بالتخطيط السليم للعمل والتنظيم وحسن التوزيع والتنسيق والمتابعة والتوجيه والتنفيذ . ثم تقويم الأداء إلى جانب إستخدام الحوافز لإثارة الدوافع وجعل مسئوليات التنظيم متكاملة ومتفاعلة في إطار جماعي تسوده روح المحبة والتعاون ويتسم بعلاقات إنسانية .[18]
وترجع حركة العلاقات الإنسانية إلى ألتون مايو الذي كشف عن أهمية المبادىء الإنسانية والمعنويات والعمل بروح الفريق في إنجاز العاملين وقد تأثرت الإدارة التربوية والإشراف التربوي بهذا الإتجاه ،وأصبحت النظرة متركزة على إيجاد علاقات إنسانية إيجابية بين المشرفين التربويين والمعلمين تعزز ثقتهم بأنفسهم وتثير دافعيتهم وتزيد من تحصيل طلابهم .كما أكد هذا الإتجاه على ضرورة كسر الحواجز بين المشرفين والمعلمين واعتبار الإحترام والثقة والمودة الجسر المتواصل بينهما ،ولكن ما يخشى هنا هو إحتمالية المغالاة في هذا الإتجاه بحيث يطغى ذلك على أهداف المؤسسة التعليمية الأولى أي اعتبار المشرف العلاقات الإنسانية هي الهدف الأول لعمله .على أن كلا الإتجاهين على الرغم مما له من مزايا لم تخل من العيوب .والحكمة تكمن في انتهاج المناسب في الوقت المناسب.[19]
الخلاصــــــــــــــــة
من خلال بحثي المتواضع يتبين لنا أن المؤسسة التربوية في أي مكان في العالم لا يمكن أن تسير في الطريق الصحيح بدون علاقة إنسانية تحكم الأفراد لأن من خلالها تحصد النتائج المثمرة.ونحن بصفتنا مدراء مدارس لا نستطيع أن نمسك بزمام الأمور ما لم تكن هناك ديموقراطية في إدارتنا . وعند كلمة ديموقراطية تقف عندها .لأن من يتوج هذا المفهوم في حسن التعامل مع الأفراد وفي المقدمة المعلمون المربون للتلاميذ محور العملية التعليمية والإنسانية فيما معناها ليست الطيبة في التعامل بقدر ما لها من مفهوم أعمق من ذلك بكثير تأتي في مقدمتها العمل بروح الفريق ، تبادل الآراء، الإستفادة من الخبرات ، الحوافز والمكآفات، رفع المعنويات ، الثناء، العرفان بالجميل، عدم التجاهل، المشاركة في اتخاذ القرارات وبعض الأمور المهمة.
ونحن في مدارسنا نتجاهل بعضها متناسين أهمية العلاقات الإنسانية الطيبة في كسب المعلمون والتلاميذ وذلك بحجة ظروف العمل الكثيرة المثقلة على كاهلنا .وحقيقة أن الإنسانية توجد لدى أولئك القادة الذين تربوا على قيم واتجاهات دينية في المقام الأول وأطلعوا على نتائج البحوث والدراسات في هذا الميدان .
الخــــــــــــاتمة
الحمد لله الذي وفقني في إتمام هذا البحث الذي يحمل في طياته موضوعا في غاية الأهمية وهو ( العلاقات الإنسانية في تعاملات الإدارة المدرسية) وهذا الموضوع كما تعلمون شائك وجدير بالاهتمام من الناحيتين الإدارية والتربوية في العملية . لأنه من المواضيع الحساسة التي تبني على أساسها مؤسسات تربوية ناجحة. ولن يتأتى لها ذلك إلا في ضوء علاقات طيبة متوازنة بين أطراف العملية التعليمية فما هذا البحث إلا خلاصة لعناصر هامة تبني على أساسها العلاقات الإنسانية الناجحة في الميدان التربوي وفي الحقل التعليمي . آملين أن يكون هذا البحث قد وجد مكانا واستحسانا ووقعا خاص في النفس الإنسانية الرحبة.
قائمة المصادر والمراجع.
1) أحمد إبراهيم أحمد :- الإدارة التربوية والأشراف الفني بين النظرية والتطبيق ، القاهرة ، دار الفكر العربي ، 1990م
2) أحمد إبراهيم أحمد : نحو تطوير الإدارة المدرسية: دراسات نظرية وميدانية ، ( د . م ) ، دار المطبوعات الجديدة ، 1985م
3) أسامة سعد أبو سريع / مشغل تنمية مهارات الأشراف والقيادة : المهارات السلوكية القيادية للمشرف الفعال ، مسقط ، دائرة التدريب ولتأهيل ، 1997م
4) الحسن محمد المغيدي : اتجاهات التربية وتحديات المستقبل بالمؤتمر التربوي الأول ، ( د . م ) ، جامعة السلطان قابوس ، 1997م.
5) جيمس هارولد فوكس ، تشارلز إدوارد ، رالف وندسور رافنز ، ترجمة وهيب إبراهيم سمعان ، القاهر ، مكتبة النهضة المصرية 1983م.
6) دائرة التوثيق التربوي معلومات تربوية ، مسقط وزارة التربية والتعليم 1999م.
7) روبير بايين : الموجه : الدليل العلمي للقيادات الإدارية بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، 1992م.
عادل حسن : إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية ، الإسكندرية ، مؤسسة شباب الجامعة ، 1998م.
9) مبارك بن علي الحجري : ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد : ورقة تفعيل أداء مدير المدرسة ، ( د . م ) دائرة الأشراف التربوي ، 2000م.
10) محمد رضا البغدادي : ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد ورقة العلاقات الإنسانية ودورها في تطوير الأداء ( د . م ) ، دائرة الأشراف التربوي ، 2000م.
11) محمد منير مرسي : الإدارة التعليمية أصولها وتطبيقاتها ، القاهرة ، عالم الكتب ، 1996م
12) محمد منير مرسي : الإدارة المدرسية الحديثة ، القاهرة ، عالم الكتب ،1995م.
13) محمود أحمد المساد : الأشراف التربوي الحديث : دافع وطموح ، عمان ، دار الأمل ، 1986م.
14) يعقوب نشوان : الإدارة والأشراف التربوي : بين النظرية والتطبيق ، عمان ، دار الفرقان ، 1986م0
--------------------------------------------------------------------------------
[1] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص264-265
[2] -دائرة التوثيق التربوي:معلومات تربوية،مسقط:وزارة التربية والتعليم ،1999،ص52-53
[3] -محمد رضا البغدادي:ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد:ورقة العلاقات الإنسانية ودورها في تطوير الأداء،(د.م):دائرة الإشراف التربوي،2000م،ص302
[4] -محمد منير مرسي:الإدارة التعليمية :أصولها وتطبيقاتها،القاهرة :عالم الكتب ،1996،117،119
[5] -أحمد ابراهيم احمد:الإدارة التربوية والإشراف الفني بين النظرية والتطبيق،القاهرة:دار الفكر العربي،1990،ص39،41
[6] -جيمس هارولد فوكس ؛ وآخرون:الإدارة المدرسية:مبادئها وعملياتها؛ترجمة .وهيب ابراهيم سمعان،القاهرة:مكتبة النهضة الحديثة،1983،ص110، 111
[7] -أحمد ابراهيم أحمد:نحو تطوير الإدارة المدرسية :دراسات نظرية وميدانية،(د.م):دار المطبوعات الجديدة،1985،ص12
[8] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص88،89
[9] -أسامة سعد أبو سريع:مشغل تنمية مهارات الإشراف والقيادة:المهارات السلوكية القيادية للمشرف الفعال،مسقط:دائرة التدريب والتأهيل،1997،ص8
[10] -محمد منير مرسي:الإدارة المدرسية الحديثة،القاهرة:عالم الكتب،1995،ص23،24
[11] --يعقوب نشوان:الإدارة والإشراف التربوي بين النظرية والتطبيق،عمان:دار الفرقان،1986،17،19
[12] -عادل حسن:إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية،الإسكندرية:مؤسسة شباب الجامعة،1998،ص26،29
[13] -نفس المرجع السابق.
[14] -عادل حسن:إدارة الأفراد والعلاقات الإنسانية ،الإسكندرية:مؤسسة شباب الجامعة،1998،ص30،31
[15] -روبيير بابين:الموجه الدليل العلمي للقيادات الإدارية ،بيروت:المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،1992،ص36،37
[16] -بتصرف نفس المرجع السابق،صـــ36،37
[17] -الحسن محمد المغيدي:اتجاهات التربية وتحديات المستقبل : المؤتمر التربوي الأول ،(د.م):جامعة السلطان قابوس،1997،ص5
[18] -مبارك علي الحجري:ندوة الإدارة المدرسية تجديد وتجويد:ورقة تفعيل أداء مدير المدرسة ،(د.م):دائرة الإشراف التربوي،2000م،ص2
[19] -محمود أحمد المساد:الإشراف التربوي الحديث:واقع وطموح،الأردن:دار الأمل،1986،ص15،16